كتاب أثر ابن رشد في فلسفة العصور الوسطى بقلم زينب محمود الخضيري لم يثر أي فيلسوف على مر تاريخ الفكر الفلسفي ما أثاره ابن رشد من دويٌ: فما أكثر ما مجد بعد وفاته، وما أكثر ما هوجم، وكفر ابن رشد رسمياً في حياته وبعد ممتاته، في حياته من جانب علماء الكلام المسلمين، وبعد وفاته من جانب الكنيسة ورجالها. وكأنما كان على ابن رشد، حامل
لواء العقلانية في العصور الوسطى، أن يتحمل وحده كل الهجوم الذي يثيره دائماً هذا الاتجاه في أي عصر يضع العقيدة الدي لم يثر أي فيلسوف على مر تاريخ الفكر الفلسفي ما أثاره ابن رشد من دويٌ: فما أكثر ما مجد بعد وفاته، وما أكثر ما هوجم، وكفر ابن رشد رسمياً في حياته وبعد ممتاته، في حياته من جانب علماء الكلام المسلمين، وبعد وفاته من جانب الكنيسة ورجالها. وكأنما كان على ابن رشد، حامل لواء العقلانية في العصور الوسطى، أن يتحمل وحده كل الهجوم الذي يثيره دائماً هذا الاتجاه في أي عصر يضع العقيدة الدينة في المرتبة الأولى، ويجعل دور العقل في خدة تلك العقيدة والدفاع عنها. ولم يكن ابن رشد، في حقيقة الأمر كما بينا، ملحداً كما صوره الكثيرون، بك كان فحسب صاحب عقلية تلتزم دائماً بالمنطق وتطالب بحقها في إخضاع كل شيء، باستثناء بعض العقائد الدينية، لحكم العقل.وكان في إستطاعة العصور الوسطى المسيحية أن تتجاهله تماماً، لولا أنه كان أعظم شراح أرسطو ذلك الفيلسوف الذي أقبلت عليه هذه العصور إقبالاً عظيماً على يد مفكريها سواء كانوا علماء لاهوت أم فلاسفة. لقد فعل ابن رشد لأرسطو ما لم يفعله المؤلفون المسلمون إلا للقرآن، فبدا في معظم الأحيان وكأنه يريد التفكير لحساب أرسطو أكثر مما يريد أن يفكر لحسابه، مما جعل فلسفته تمثل عودة للأرسطية الأصلية ورد فعل ضد الفلسفة الأفلاطونية المحدثة.