ما كتب شوبنهاور كتابًا في نقد فلسفة كانط. بل إنه عرض تصورًا مختلفًا أو رؤية مختلفة للعالم عمّا نشره كل من كانط وهيغل وفويرباخ. لكنه يبقى أقرب لتصور كانط في كتابيه: نقد العقل المحض ونقد العقل العملي. إنما بعد أن عرض شوبنهاور مشروعه الكبير بعنوان: «العالم بوصفه إرادةً وتصورًا»، في مجلده الأول المقسَّم إلى أربعة كتب، أضاف لذلك ملحقًا سمَّاه: «نقد الفلسفة الكانطية»، وقع في الطبعة الثانية لأعمال شوبنهاور الكاملة في مائة وخمسين صفحة. قام حميد لشهب بترجمة الملحق هذا عن الألمانية، وقدم له بمقدمة في فلسفة كانط، وفي فلسفة شوبنهاور، وظروف الزمان والمكان لكل من المفكرين الكبيرين، ثم أثبت نص الملحق المذكور مترجمًا إلى العربية. وهناك عروض مدرسية بالعربية عن الاختلاف بين كانط وشوبنهاور، لكنها المرة الأولى التي يترجم فيها نص شوبنهاور الجميل إلى لغة الضاد