هذا الكتاب للفيلسوف برتراند رسل الذ كان يتوق دائما إلى المعرفة التقنية، بنفس الطريقة التى يتوق بها بعض الناس إلى الايمان بالدين ولكن الأمر انتهى به شانه في ذلك شان سائر الفلاسفة العظام الى طرح اسئلة اكثر مما استطاع الاجابة عنها. والكتاب الذي بين ايدينا يخطاب المثقفين دون ان يكون
قاصرا على خاصتهم يتضمن قضية برتراند رسل هنا الصراع الذي اشتد واحتدم بين رجال الدين ورجال العلم في اوربا وسنى موجز بعض الصراعات التى نشبت بين علماء اللاهوت ورجال العلم خلال الأربعة قرون الماضية وعلى نقيض النظرة اللاهوتيه كان انتشار النظرة العلمية حتى يومنا هذا سببا دون منازع في تحقيق السعادة للبشر وعلى اية حال فإن القضية الآن تدخل مرحلة جديدة تماما ويرجع ذلك إلى التقنية العلمية اصبحت اكثر اهمية في نتائجها من المزاج العقلي العلمي الذي ينصف به العلماء. والصراع القائم بين الدين والعلم لم يعد له محل ، فهى علاقة تكامل وليس علاقة تنافس العلم يغذي العقل والدين يغذي الوجدان. ويتميز هذا الكتاب بالصراحة والصدق وبأسلوب متميز وسهل في طرح قضية لها اهميتها قديما وحديثا.