وفي هذا الكتاب يلقي الباحث الضوء على منهجية وفلسفة ديكارت من خلال كتابه "العالم" وذلك ضمن قسمين الدراسة التي جاءت في هذا لكتاب تضمن القسم الأول مقدمة تناول فيها الباحث ديكارت وفكره بصورة عامة: ديكارت في المرحلة الفكرية الأولى من حياته موقع كتابه "العالم" في فلسفته (المادة، الحركة، فرضية العالم الجديد) وأنهى ذلك القسم من الدراسة بتقويم عام لشخصية ديكارت ولأهميته كعالم، وخصص القسم الثاني لكتاب رينيه ديكارت "العالم" أو كتاب النور الذي فيه تجلت الفيزياء الديكارتية بأبهى صورها والذي مثل محطة مهمة على طريق العلم الحديث، حيث أنها كرست الانتقال بالفيزياء من عالم الكيفيات والمنطق الأرسطي غير المنتج للمعرفة إلى عالم الكم والقياس الرياضيين، قدمت باعتمادها مفهومي المادة والحركة (وقوانينها) في تفسير الظاهرات والحوادث الطبيعية، شرحاً وعلمياً أو وضعياً للكون ولظاهرته بعيدا عن الشروح "اللاهوتية" و "المتافيزيقية" للفيزياء القديمة، رفعت العلم الطبيعي إلى مستوى التعيين المطلق، بتصورها الكون تصوراً رياضياً، جعلت العلم الطبيعي علماً رياضياً في الأساس، وكرست مرة والى الأبد، هذه العلاقة الجوهرية التي تشد الفيزياء إلى
كتاب العالم أو كتاب النور - رينيه ديكارت
كتاب العالم أو كتاب النور بقلم رينيه ديكارت..عندما شرع ديكارت في صياغة كتابه الشهير "العالم" كان قد حدد مسبقاً موقع هذا الكتاب بالضبط من فلسفته، لذلك قصره على المسائل الوجودية باعتبار أن المسائل المنهجية والمعرفية سبق بحثها في كتاب "القواعد". وفي فصل من فصول هذا الكتاب تبنى ديكارت طريقاً آخر لإقامة علم الفيزياء يختلف عن الإدراك الحسي، المشكوك في مصداقيته، فكيف يمكن تأسيس علم على معرفة غير يقينية؟ وبناءً على ذلك فإن دارسين كثراً لا يعتبرون ديكارت مؤسس الفلسفة الحديثة فحسب، بل وأيضاً أبا الفيزياء الحديثة.