كتاب أهازيج بين الشعر والشاعر 1

كتاب أهازيج بين الشعر والشاعر 1

تأليف : أحمد علي سليمان عبد الرحيم

النوعية : الشعر

كتاب أهازيج بين الشعر والشاعر 1 بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. (أورد أحمد الموسى في مجلة (منار الإسلام) العدد 12 السنة 28 ، وتحت عنوان: (شعراء ماتوا جوعاً) ، ونقلاً عن الأستاذ صالح محمد الغفيلي أن موقف الشاعر عبد الحميد الديب من أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي موقفٌ لا ينسى. حيث طلب الثاني من الأول أن ينظم قصيدة يشيد في أبياتها بمآثر الملك فاروق (ملك مصر) ، وله من المال ما لم يحلم به. إذ إنه شاعر فقير فقراً مدْقعاً. فإذا بالشاعر الفقير الصادق يكتب قصيدة على عكس المراد منه تماماً ، حيث قال في بعض أبياتها مندداً بترف الملك وبذخه الزائد عن الحد من أموال ذلك الشعب البائس الفقير المعدم الذي عاش بحق ضحية لمن يدير شؤونه ويحكمه بغير ما أنزل الله: أأصوغ في عرس المليك قصيدة وأنا إلى الموت الرهيب زفافي؟! لو كنتُ من شعب المليك نظمتها مِن مهجتي وعواطفي وشِغافي ولما سئل لماذا لم يستجب لمطلب الباشا؟ قال: قد حاولت أن أتملق الملك ، ولكن ضميري لم يطاوعني ، وفقري وجوعي غلباني ، فكيف أسعد الملك بشعري ، وأنا تعيس الحال).هـ. وسبحان الله أننا نجد أن أغلب الشعراء الصادقين المخلصين الأوفياء عاشوا كذلك. وأما الشعراء المرتزقة المتاجرون بالشعر فهؤلاء لا يستحقون لقب الشعراء. إذ إنهم أتباع كل ناعق ، وعبيد لمن أعطاهم وأغدق عليهم حتى يقِروا باطله ويمتدحوا إفساده في الأرض بغير الحق. وعموماً الشعراء الصادقون مذ كان في الأرض شعر ، وإلى يوم الناس هذا ، وإلى يوم القيامة ، هؤلاء الشعراء الصادقون قليلون قلة المؤمنين الصادقين في أهل الأرض؟ ألا إن الشاعر عندما يصدق يصنع الكثير والكثير في عالم القيم والمبادئ. يصنع أكثر مما يصنعه الشاعر المرتزق في عالم النفاق والرياء والمجاملات.