كتاب بكائية إسماعيل علي سليم بلقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. بكائية إسماعيل سليم (التقيتُه صاحباً محترماً وصديقاً غالياً هنا في (دار غربتي) عام 1993م. ألا وهو الأستاذ إسماعيل علي سليم ، من أهل (ظفر)! وكان جاري حيث سكن في بيت عبد الغني النجار في ذات البيت الذي أسكن فيه! والذي أعجبني فيه حبه الشديد للتوحيد والعقيدة ، وحرصه على مدارستهما جداً! وكان لا يمل من سماع خطب ومحاضرات التوحيد والعقيدة! وأحب الشيخ الدكتور محمد جميل غازي كل الحب ، وتابع محاضراته ودروسه! وأحب من الميتين الأحياء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبناءه وأحفاده ممن حذا حذوه واتبع منهاجه! واقتنى العديد من كتاباتهم وأبحاثهم! ودارت بيننا نقاشات عديدة حول اللغة العربية شعرها ونحوها وصرفها وبلاغتها وأصول اشتقاقها! ولم يكن يرى كبير فرق بيننا في السن ، رغم أنه كان يكبرني بأعوام! وكان يحب الشعر العربي الموزون والمقفى ، واعتاد أن يحتفظ بقصائدي بعد نشرها! فأعد حقيبة في داره – أراني إياها - ليحتفظ فيها بما أنشره من أشعار! الأمر الذي لا يصنعه أهلي! وسافرنا معاً ، وتبادلنا الزيارات بالأهل وبغير الأهل! وكان لا يفرق في معاملته لي ومعاملته لإخوته من أبيه وأمه! وكان يردد: أراك لي في غربتي أفضل منهم! لأنني إن أصابني مكروه ، كنت أنت أقرب منهم وأسرع نجدة وأطول يداً! وكنت إذ يمدحني أقول له: لا تقطع عنق أخيك! وأتوجه إلى الله تعالى بدعاء الصديق – رضي الله عنه -: (اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، ولا تفتني بما يقولون ، واغفر لي ما لا يعلمون)! وكان يقدمني للناس من معارفه وزملائه معرفاً الاسم بالأستاذ ، وكأنني عنده الأستاذ الوحيد الأوحد فلا أستاذ قبلي ولا أستاذ بعدي! ويذكر لهم من مناقبي وأشعاري ودواويني ما يجعلني أخجل من فرط إطرائه ومدحه! وسألته عن ذلك فقال: أنا إذ أفعل ذلك فأنا أمدح نفسي! لأن صاحبي بهذ المواصفات فكأنني صاحبت رجلاً ذا شأن فاعذرني!