كتاب إتجاهات في السينما المعاصرة بقلم أمير العمري..في هذا الكتاب اختار المؤلف نماذج لأفلام يعتقد أنها ظهرت لكي تبقى في الذاكرة طويلاً، بعضها من إبداع كبار السينمائيين في العالم الدين حققوا شهرة كبيرة، بمقاييس الفن وليس بمقاييس السوق السائدة، كما بالنسبة لأفلام أكيرا كيروساوا وأندريه فايدا... والبعض الآخر من إبداع سينمائيين ربما لم يخطوا بعد بنفس الشهرة، غير أن ظهورهم الأول كان بمثابة شعاع من الضوء الساطع في سماء الفن السينمائي، ترك أثره فيما بعد وأغلبهم من السينمائيين الذين لم يحظ أفلامهم في بلادنا بتسليط الضوء عليها لأسباب متنوعة منها على سبيل المثال، القيود الرقابية المفروضة أو صعوبة استيرادها وتوزيعها تجارياً في إطار السوق المحدودة بقوانينها المعروفة.
ومن الضروري الإشارة إلى أن أغلب الموضوعات التي يضمها هذا الكتاب تتناول بالتحليل أعمالاً لها علاقة بالفرد: قضايا: ومشاكله، هواجسه وأحلامه، طموحاته وانكساراته والملامح الخاصة التي تميز وجود وتدل عليه. وهو جانب للرؤية أهمله كثيراً النقد السينمائي العربي بشكل عام تحت أنوار فكرة الدور الاجتماعي المباشر للفن السينمائى.
هذا البعد النقدي وحده من وجهة نظر الكاتب لم يعد كافياً اليوم لتناول ما ينتج من إبداعات سينمائية في العالم، فلم تعد "سينما الرسالة" المنبسطة الاجتماعية والسياسية، هي التي تجذب المبدعين والجمهور، بعد أن اكتشف السينمائيون أنفسهم أنهم فقدوا الكثير من ذواتهم بإغراقهم في البحث في موضوعات تنحصر في البحث في موضوع العلاقة بين السلطة والطبقة، المؤسسة والمجموع، بعيداً عن سبر أغوار دور الفرد في المجتمع والتعبير عن علاقة الفنان بذاته وبالعالم على صعيد روحي مادي، نفساني واجتماعي، وما ينتج عن هذا البحث بالضرورة من طرح جمالي جديد فارقه في مسيرة مبدعه. وأغلب ما يضمه هذا الكتاب من موضوعات حول أفلام بعينها، تعبر عن مبدعيها الأفراد وتطرح رؤيتهم.