كتاب إشكالية القيم في فلسفة برغسون بقلم نورة بوحناش..بالإشتراك مع: مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم يبحث هذا الكتاب في فلسفة برغسون، موضحاً أهمية وراهنية الفلسفة البرغسونية في أفق ما بعد الحداثة. تعرض الباحثة "نورة بوحناش" في كتابها إشكالية القيم في فلسفة برغسون لأهمية الفلسفة البرغسونية كونها تحمل في جوهرها إشكالية الثنائيات، الزمان والمكان، الحرية والحتمية، العقل والحدس، إنسانية مغلقة وإنسانية مفتوحة. فالجدل البرغسوني ينطلق من مقابلة الثنائيات وكذا بيان الواحدة فيها بالنسبة للأخرى، وهنا يبرز التماثل والتطابق بين البرغسونية والأفلاطونية،
أما ما يميز أفلاطون عن برغسون هو أنه يوكل العقل القدرة على الفصل بين المثال والصورة، أما برغسون فيتوسل طريق آخر يرتفع فوق العقل، إنه الحدس.
حيث سيتم بواسطة الحدس، الولوج إلى التجربة الباطنية التي تنتمي إلى ما وراء العقل والعلم، وحيث إنه يرادف بين الواقع والأنا فإنه سيكتشف القيم الروحانية داخل الإنسان وشخصيته الحقيقية.
تأتي أهمية دراسة فلسفة برغسون من كونها فلسفة واضحة ومعللة لتلك القضايا الفكرية التي أثارتها العلاقة بين العلم والفلسفة في القرن التاسع عشر ذلك الخطاب الذي أهمل القيم الإنسانية من قيم أخلاقية وروحانية، وذلك تحت ضغط المنهج العلمي الذي ألح على فكرة "الموضوعية" المستندة على نسق عقلاني خالص. حيث عملت البرغسونية على درء القطيعة بين الجانبين المادي والروحي، ومن ثم العودة إلى معايشة القيم في الواقع.
وقد قسّمت الباحثة الدراسة إلى ثلاثة أبواب: الباب الأول: ازدواجية القيم – القيم بين التشيؤ والتعاطف. ويتفرع هذا الباب إلى فصلين، الفصل الأول: الزمن المنفصل وتشيؤ القيم - نقد النسق الفلسفي المنفصل -، أما الفصل الثاني:0 التعاطف وانبثاق القيم – منهج الحدس والكشف عن القيم -.
أما الباب الثاني فجاء تحت عنوان: القيم بين الانغلاق والانفتاح. ينقسم إلى فصلين، الفصل الأول: الزمن والقيم، والفصل الثاني: الحرب والقيم.
أما الباب الثالث فيأتي تحت عنوان: حركة القيم المفتوحة في الجمال والأخلاق والدين. وينقسم إلى فصلين أيضاً، الفصل الأول: الجمال بما هو قيمة مفتوحة، والفصل الثاني: الأخلاق والدين وتجلي تجربة الانفتاح.
إنه بحث هام ودراسة جديرة بالقراءة والاهتمام لأنها فلسفة تدعو للطمأنينة، وتضع الإنسان في أعلى مراتب الوجود وتدعو إلى الحب والإيمان. وتدعو إلى حل أزمة العالم بشكل سلمي يقوم على الحب والتعاطف، إنها محاولة سياسية تجمع المجتمع الإنساني تحت مفهوم "السلام والانفتاح" ولكنها لم تكتمل، حيث تحطمت أمام البراغماتية السياسية للدول الكبرى.