كتاب الأخلاق والرهانات الإنسانية

تأليف : نورة بوحناش

النوعية : الفلسفة والمنطق

كتاب الأخلاق والرهانات الإنسانية بقلم نورة بوحناش..الأخلاق والرهانات الإنسانية، هو أحد أعمال الباحثة الجزائرية نورة بوحناش، وهو كتاب يأتي لإيقاظ العقل المدني العربي الذي رُدم تحت ركام أمان العود على بدء منذ 1492 زمان مغادرة الوجود العربي للتاريخ، وتحوله إلى فضاء حيوي للنهب والتنافس، وهي الحالة السلبية التي تروم الباحثة تحولها أولاً إلى حالة من المقاومة وثانياً إلى حالة للبناء، كما نقرأ في مقدمة العمل التي عنونتها المؤلفة كالتالي: المقدمة الإنسانية المعاصرة والأزمة الأخلاقية. (صدر الكتاب عن دار إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، ط 1، 2013، وجاء في 318 صفحة من الحجم المتوسط.)


جاء العمل موزعاً على ستة فصول، كانت عناوينها كالتالي: حقل الأخلاق؛ الأخلاق وحقول المعارف الإنسانية: المقاربة المخالفة والتواصل؛ تاريخ فلسفة الأخلاق؛ المعايير الأخلاقية بين الكوني والنسبية؛ الأخلاق وأزمة النفي في عصر العلم؛ وأخيراً، الأخلاق في الفكر الراهن.

لفصول هذا القيّم، مقصدين: الأول هو المقصد المدرسي، حيث تشهد الثقافة الفلسفية العربية نسياناً لا يُضاهى فيما لزم عن السؤال الأخلاقي، وهو النسيان الذي يُكرس نسيان الذات الإنسانية ووعيها بأفقها الذي لا يخرج عن منطق الخلافة الذي يختصر في المحدد الأخلاقي لا غير، أما عن المقصد الثاني، فهو طموح للحفر في المقتضى الأخلاقي العربي، ويريد الكشف عن جينالوجياه وأركيولوجياه، في زمان آخر محدداً لذلك أدوات العلم الإنساني والعلم الاجتماعي، متجاوزاً التكريس الفكراني [الأيديولوجي] وهنا سيتخلص الوعي من كل الأوهام التي تضع نفسها مانعاً دون التصور العقلاني الصادق.

والكتاب إجمالاً، يُعتبر مدخلاً إلى فلسفة الأخلاق ــ إذا افترضنا جدلاً أنه لا توجد أعمال أخرى في مجالنا التداولي الإسلامي العربي، وواضح أن هذه الفرضية بعيدة الصواب ــ والعمل مدخل أيضاً بلغة الضاد إلى هذه الفلسفة في الساحة العربية، حيث، تضيف الباحثة، يغيب سؤال الأخلاق [عنوان إحدى أعمال طه عبد الرحمن... للمفارقة] داخل فكر أهل الضاد في زمانهم الراهن، سواء أكان اهتماماً أو تنظيراً، بل لا تعثر على اهتمام بحقل الأخلاق داخل الفكر العربي المعاصر إلا بالنزر القليل، على الرغم من أهل الضاد يحيون في العالم الحديث ونتائجه قد عادت عليهم سلباً وإيجاباً، وواقعهم تحفه الفوضى، هي النتائج التي تدعو إلى ضرورة الانتباه والحيطة والتحول بذلك نحو المسألة الإنسانية والأخرى الأخلاقية، تضيف المؤلفة.

ترى المؤلفة في خاتمة عملها أن الواقع الإنساني لا ينهض إلا بالقانون الأخلاقي، وهو في البدء قانون الصدق ومصارحة الذات، والانتقال من حالة المخادعة والزيف إلى حالة الصراحة والجد، وهي بالذات فرضية أخلاق القوة، إنه منطق الذي يغيب الآن عن الإنسانية العربية في وضع انتكاسها واندحارها، لما تتصف به من مزاوجة رمزية تأخذ بباطن لا يتطابق مع ظاهر، وتحول رموز الثقافة إلى رد فعل دفاعي ضد كل تغيير وتخترع الخدعة والاحتيال لتبرير خطاب الضعف.

وعموماً، تضيف الباحثة، ترتقي النظرية الأخلاقية في فترات الرقي الإنساني، ويخفت صوتها في فترات تتراجع فيها الإنسانية وتنتكس، وذلك عند خلودها إلى الأرض وتحلقها حول الأنا التي تعني أيضا تكريس خلف الاحتيال على مستوى عقولها المتنوعة السياسية، المدنية والإعلامية. 

شارك الكتاب مع اصدقائك