وعبر الاستبطان والتحليل النفسي، وعبر الهواجس الذاتية والوساوس، والأفكار الخيالية البراقة والطازجة، استطاع الكاتب أن يُشيد عالماً موازياً يهدم فيه الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال، الواقع والحُلم، الواقع والفانتازيا، ليقدم بسرديته عالماً نعرفه لكننا أبداً لم نلتفت له. فاستحق بذلك أن يلفت نظر النُقاد والقُراء والباحيثن الأكاديميين، وأن ينال أهم الجوائز الإسبانية مثل جائزة "نادال" و"بلانيتا" وجائزة النقد. وفي مجموعته القصصية "الأشياء تُنادينا" ينطلق مياس من حادث واقعي بسيط ليصل به إلى أشد الأفكار غرابة. إنه التكنيك الفني الذي يستخدمه ليكتشف غرابة الواقع، ويتعمق من خلاله في الذات الإنسانية عبر بوابة "الغريب"، لنتعرف عبر القصص على أنفسنا، ونُعيد من خلالها تعريفاتنا للعالم. هنا تتجلى، كذلك، أساليبه الفنية وجمالياته المُميزة التي صنعت منه "مايسترو" القصة الإسبانية. فالمألوف ليس مألوفاً كما نظن، والأشياء ليست دائماً كما تبدو، فخلف التفاصيل الصغيرة تكمن الأسئلة الكُبرى، والقصة "المياسية" تفتح للقارئ أفقاً جديداً لمُشاهدة كُل ذلك، واختباره. بشكل ما، يُعتبر خوان خوسيه مياس نتاجاً لتلاقح كل ميثولوجيات العالم، وابناً باراً للفانتازيا العربية واللاتينية والأوروبية، لكنها الفانتازيا الحديثة، المُرتبطة باليومي والمُعاصر.
كتاب الأشياء تنادينا - خوان خوسيه مياس
يُعتبر خوان خوسيه مياس (1946) أحد أهم كُتاب إسبانيا في الأربعين عاماً الأخيرة، إذا استطاع الكاتب الذي يُطلقون عليه "كافكا الإسباني" أن يُغير مسار السردية الإسبانية بمنحها الكثير من الخيال والغرائبية، وبتطعيمها بجماليات فنية لم تعرفها من قبل.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.