كتاب التمييز والإفراز : دعوة المسيح يسوع لحياة جديدة حسب النعمة بقلم جورج حبيب بباوي..هذا هو الإفراز الذي عبّر عنه الإنجيل بـ “العين” و”سراج الجسد” حسب قول المخلّص: “سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيّرًا، ولكن إن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلمًا” (مت6: 22و23). فالعين إذ تميّز أعمال الناس وأفكارهم، فهي ترى وتفحص كل الأمور التي ينبغي عملها، ولكن أيّ إنسان إن كانت عينه شريرة أي غير محصّنة بالمعرفة والحكم السليم أو مخدوعةً بأي خطأ أو تهوُّر، فإنّ جسده يصير كله مظلماً، أي أنّ رؤيته العقلية وكل أعماله تصير مظلمة لأنها تكون غارقةً في ظلمة الرذائل وضباب الاضطرابات، لأنه يقول: “إن كان النور الذي فيك ظلاماً فالظلام كم يكون” (مت6: 23)؟
فلا يشكّ أحدٌ أنه عندما يكون حكم القلب خاطئاً وغارقاً في ليل الجهالة، فإنّ أفكارنا وأعمالنا الناتجة عن عدم التأنّي وتشاور الفكر والإفراز تكون حتماً غارقةً في ظلمة خطايا أعظم