من الديوان :: حينَ توّج الرماد الرّماد ؛ و ألقت المياه بأقفالها في المياه حين سفحت المناجل مدائحها للصّلصال وتدلّت صواعق النّيلوفر من السّياجات حين محت الأختام الأختام وتقطّع عِقدُ الأشكال ؛ حين انبجسَ الغامضُ في الدّمِ وخل الغبار المهرّج بهو المساء حين انحسر السّديم عن السّديم وهدأت
الأنوالُ الآجريّة ؛ حين تشبّثت الجهات بقناع البراعم ؛ وحشدَ الرنينُ أبواقهُ بين الأبواقِ ؛ حين صعدتِ الصّرخةُ سلالمَ النّباتِ ؛ وكسر النباتُ أباريق الجذورِ فاندلقت الأعماق و المدائح ؛ حين غطّى الحاضرُ الملولُ قناعهُ بوميضِ الخواتم والقهقهة , وحينَ جاءتِ الصارية : نصفها حلم المياه , ونصفها حلم اليابسة ؛ حين ضمّ المرئيّ فوانيسه الضائعة وسرّح الصّباحاتِ وحين قرعَ البعيدُ صنوجَ البعيدِ .. آنئذٍ , لم يكن بيني وبين الكائنِ غيرُ فرسخٍ واحدٍ من اللهاثِ و الصّليلِ , قلتُ : لا , لن يصل الكائنُ إلى الكائنِ إلّا نهبًا . وحذفت الجهاتِ , رافعـًا للرحيل مراسي البطشِ و الجدالِ . كأنّي سأفتحُ للخاتمةِ مداخلَ العذوبةِ , وللمكانِ متاه المكان .