كتاب الرقص على سن الشوكة بقلم رجاء عالم..المشهد الأول: ساحة عريضة... في مقدمة المسرح تنتصب لوحة ضخمة مقلوبة رأساً على عقب تعلن: "مركز النجمة التجاري". على جانبي المسرح وصدره تنتشر لوحات مماثلة لمؤسسات ومستودعات تجارية مختلفة... فعلى اليمين: "مؤسسة الحداثة" و"مؤسسة النهضة"... تتناثر تحتها مكتب صغيرة على سطحها مرايا عاكسة للصور... على اليسار: "مؤسسة الأنوار"، "مستودعات التراث" و"مستودعات الأمل". في صدر المسرح لوحة: "جمعية المنهج الحميد". تحتها طاولة اجتماعات بمقاعدها. عن يمين الجمعية بابان... الأول كتب عليه "مصبغة" والثاني "منتجع" عن يسارها لوحتان الأولى: "حلاق"، والثانية:
"مركز التجميل"، بين المنتجع ومؤسسة الحداثة لوحة: "سينما"... تصطف تحتها عدة كراسي تواجه اللوحة. في أقصى اليسار لوحة: "لجنة تحقيق تجارية" تقف تحتها منضدة خشبية صغيرة بلا مقاعد ولا موظفين. بين الجمعية واللجنة جهاز كبير مكتوب عليه: "عقل إلكترونى".
تتحرك في المركز جماعات من الناس، ويشغل الموظفون جميع المكاتب. تتداخل الكراسي ويختلط الموظفون: جماعات تحلقت حول مكتب تلعب الورق، ترتفع ضحكاتها الصاخبة. جماعة أخرى تدخن مسترخية للفرجة على ما يدور في المركز. جماعة ثالثة تعلق على آذانها سمّاعات تليفونية وتتحدث دون انقطاع. ترتفع القهقهات بين الحين والآخر. يعلق الموظفون على صدورهم لوحات توضح ألقابهم وتخصصاتهم... جميع من في الساحة يلفون على جباههم ضمّادات صفراء تتفاوت درجات صغرتها تحت لوحة "سينما" يحتل المقاعد شباب من الجنسين ويعلقون أبصارهم دون ملل اللوحة الصغيرة على لوحة "مركز النجمة التجاري" يدور عقرب ساعة بسرعة جنونية ولا يتوقفان أبداً. تصدر الساعة تكّات عالية دون انقطاع. الأوراق والملفات متكومة على المقاعد الخالية وتحتها المعاملات مبعثرة على أرض المركز والساحة كلها. في وسط الساحة تنتصب منصة من العوارض الخشبية يتحدد في أعلاها جسد مسجى ومغطى بغطاء رمادي ولا يبدو أن أحداً منتبه لوجوده هناك. يتقدم بائع من الجهة اليسرى، يدفع أمامه عربة بيع يدوية. على العربة يجلس رجل ساهم لا ينظر لأحد لا يرتدي الضمادات الصفراء-يطوف البائع بالرجل منادياً"-هكذا نكشف الستار من هذه المسرحية عن مشهد رمزي تكشف من خلاله الكاتبة عن مشاهد الحياة.