كتاب الزنبقة البنفسجية

تأليف : إسكندر بالا

النوعية : روايات

«الزنبقة البنفسجية» للكاتب التركي اسكندر بالا هي حكايات منتقاة من التراث السردي العثماني القديم، عصر الخزامى، تنشئ ومن أولى صفحاتها علاقة مباشرة مع المتلقي تشبه إلى حد ما علاقة الحكواتي بجمهوره وسردٌ فيه الكثير من الإخبار والامتاع معاً.



في تقديم للكتاب نجد الكاتب يأخذ دور الراوي العليم المنفتح لما يرويه يخبرنا في مستهل عمله عن مشاركته بـ "مزاد كتب قديمة ومجموعات طوابع" وشراؤه مخطوطة موسومة بـ "جريمة في ستة وستين سؤالاً" أعاد قرائتها وساهم في صياغة مادتها، مؤدياً دور الوسيط بين كاتب المخطوطة والقارئ، فمثَّل في عمله هذا رؤية مصاحبة وتجسيداً للمسافة بين القاص والحكاية، وتجسيداً لوجهة نظره أيضاً، التي توضحت كما يبدو في القسم الأخير والأطول من المخطوط. يخبرنا فيها عن قصة مدونة بحبر أحمر وسط إطار مزخرف: "يك جنايت شاست شيش سؤال" ما يعني: "جريمة وستة وستون سؤالاً"، أو "جريمة في ستة وستون سؤالاً"، إن قراءة القصة جعلت نفسه تعيش وسط صراع من الجرائم وألوان الزنبق، فقرر الكتابة عنها بعد رجوعه إلى الأرشيف العثماني لمعرفة طبيعة القصة التي قصها حافظ جلبي ولم يجد كما يقول بعد أي قصة تلك، ولكنه وجد بعض المعلومات حول أبطالها. وهذه المعلومات تنسجم مع ما كتبه مؤرخ ذلك العصر صبحي أفندي فأراد أن يكتبها انطلاقاً من أن هناك ضرورة لإعادة كتابة جزء من التاريخ العثماني.

يقول الكاتب: لا أدري، لعل ما سأكتبه يحمّل ضميري ثقل الخيانة؛ باعتبار أن ما أفكر بضرورة كتابته هو إفشاء لأسرار الدولة. من جهة أخرى، سأقدم تفسيرات حول زهرة الزنبق المبجلة في الشرق، ولعلي سأزعج كتّاب سيرة الزنبق بهذه الملاحظات. ولكن، لا بد من تناول أحد ما سيرة الأمير أحمد الشهم، وما فعله المتمردون السفلة باسطنبول، وما أضافه الزنبق من جمال على هذه المدينة وأسواقها؛ لأن عدم القيام بهذا يعتبر ظلماً لهذا التاريخ والمدينة، وقد عزمت على القيام بهذا متجاوزاً حدودي.

والآن سأحاول أن ألخص لكم كل ماجرى في ستة وستين باباً. وكما تعرفون، إن اسم الزنبق بحساب الجُمَّل الأبجدي هو الرقم ستة وستون. لعل ما سأكتبه حول هذه الأيام الحزينة التي يُغربِل فيها أيلول أوراق أشجار إسطنبول الظريفة البارقة في حضن بحرين، والمرفوعة على راحتي بريّن سيؤثر على مكانتي بين الناس، بقدر ما هو خطير على حياتي، ولكنني أعتقد أنه من الضروري عدم التستر على الحقائق؛ انطلاقاً من قول الشاعر: "يجب ألا تبقى حقيقة في السر يا إلهي!". من جهة أخرى، ما فائدة الحقائق إذا كُتبت، ولم تقرأ؟! لعلي أمزقها، وأرميها في المستقبل!

عبر صفحات هذا الكتاب سيتعرف القارئ كيف أدار السلطان محمود الأول السلطنة العثمانية على مدى ربع قرن، وعن نغمات كمانه الحزينة، وعن كتابته الشِعر واهتمامه بالخط. وسبائك الذهب التي وزعت إكراميات بمناسبة جلوسه على العرش. وعن بقاء القاضي عسكر إسحاق أفندي بوظيفته بعد التمرد ثلاث سنوات ولماذا رُفع إلى منصب شيخ الإسلام، ولماذا قرر السلطان ذبح خليل آغا بترونا هو وموصلو بشة وعلي القهواتي ومصطفى المتلوي. وكيف حوّل بيت جان (بيجان) أفندي العقدين اللذين أخذهما من غنائم القزم تشاكر إلى نقد في إنكلترا، وزرعه لأزهار الزنبق ومنها "زنبقة اسطنبول" لذكرى حافظ جلبي، الذي كان قد أنتج زنبقاً لامعاً بنفسيجياً للسلطان محمود على مدى ثلاث سنوات... وعن حال "يوسف آغا المحروق" الذي زرع "قطر الحياة" خمسة أجيال... وحكايات أخرى.

شارك الكتاب مع اصدقائك