كتاب الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي بقلم هشام جعيط.. إن الشخصية العربية الإسلامية هي أكثر من خاصية ثقافية، إنها هوية تاريخية أساسية وهي تقوم على الرهان النبوي ببعث تقليد روحي مستقل، وعلى رهان كل مشيدي الحضارة العربية الإسلامية لتشكيل هذه الشخصية في صورة مركب قوي حيث تطابق نواته الصلبة الانتماء الإسلامي. ففي الأوقات القوية المأساوية للماضي القريب كانت الشخصية العربية الإسلامية الواسطة للاستفاقة القومية الصرف: فقد استخدمت لتجسيم الأنا المستلب ومنح الطاقة. ولذا فهي تبقى أكثر من مجرد وعي ثقافي وأقل من كائن قومي تحقق سياسياً.
على أن كثير من العلامات المنبئة تبشر بنهضة عظيمة للروح الإسلامية ويمكن بالتالي للشخصية العربية الإسلامية أن تطرح في قاعدة المصير العربي فتمنحه المعنى الإنساني التام كما تمنحه عزة في مجال الحضارة والثقافة. وانطلاقاً من هنا يحاول المؤلف في كتابه هذا الذي يندرج ضمن مسيرة الفكر الاصطلاحي الإسلامي والذي يمثل محاولة نقدية وانتروبولوجية وتاريخية-فلسفية أن يدرس الشخصية العربية الإسلامية في حدّ ذاتها محاولاً بعد ذلك تحليل المصير السياسي لهذه الشخصية الذي يشكل الإطار الذي تتطور فيه الإنسانية العربية والداعمة لنشاطها بصفتها جماعة