المحقق:لقد كان كتاب ( العبر والإعتبار) ثمرة من ثمار كثيرة- كانت وما زالت لأبي عثمان عمرو بن محبوب الجاحظ. وكان الجاحظ بستانا كاملا لا شجرة واحدة لأنه قد تنوعت ثماره بتنوع أشجارها. فألف في كل الفنون وتنقل
بين كل العلوم ولم يترك علما إلا وكان له منه نصيب. نهل منه كثيرا وأضاف إليه أكثر. وكتاب العبر والإعتبار هو كتاب في توحيد الله عز وجل وتمجيده تناوله الجاحظ بأبسط أسلوب واسهلة مستخدما الظواهر الكونية والحيوان والنبات والإنسان وغيرها مما خلق الله كمادة لعلم الكلام والعقيدة. واتخذها كأدلة على وجود صانع واحد لا يشاركه في ملكه وخلقه شريك. وذكر الجاحظ في صدر كتابه ( العبر): "ونحن ذاكرون أشياء من شواهد آثار الصانع في صفته، ومنبهون على اسرار قد اودعها ما نشاهده من فطرته تضطر إلى معرفته.