كتاب الكتابة والاختلاف

كتاب الكتابة والاختلاف

تأليف : جاك دريدا

النوعية : الفكر والثقافة العامة

حفظ تقييم
فشتان بين ما نحن فيه من علوم موزعة بين اختصاصات المواضيع و المناهج و المناحي ، و بين ما فهمه السابقون الأولون من علماء العرب و المسلمين. إذ جعلوا من العلم حكمة و معاني تنتقي منها الجوهر انتقاء فيصبح العالم هو هذا السعيد الفطن إلى خير ما سمع ، و الحافظ أحسن ما كتب.

ولكن كيف السبيل إلى تمييز خير ما سمه ، و أحسن ما كتب ، وأشرف ما يؤثر ؟ و ما معنى السماع والكتابة والأثر؟ فلئن أردنا إظهار الفارق بين الفكر العربي الكلاسيكي من جهة، والاهتمامات الحالية من جهة أخرى، لظهر ذلك في الشك بقدرات التمييز الموروثة ، وثقتها بسهولة العملية التي تحكم العقل كفصيل عادل قاطع ظاهر يكفي لتأسيس الرأي ووضع منهاج لا يضل من تمسك به عن سواء السبيل . لذلك أرى أن أول باب يولج إلى المغامرة الفكرية الدريدية هي التحقق من هذا التساؤل وتبيان السبل التي تؤدي إليه من وجهة نظري. الأولى تبين كيف تنتهي إلى ما تبناه دريدة من الاستنطاق الأنطولوجي الهايدغري. والثانية تخترق سؤاله عما انتهت إليه التجارب الفلسفية الحديثة في أسمى عبارتها .والثالثة تهتم بما يربط فكر دريدا بتدخلاته في القضايا العصرية من وجهة الفكر التي يحاول إظهارها.

فشتان بين ما نحن فيه من علوم موزعة بين اختصاصات المواضيع و المناهج و المناحي ، و بين ما فهمه السابقون الأولون من علماء العرب و المسلمين. إذ جعلوا من العلم حكمة و معاني تنتقي منها الجوهر انتقاء فيصبح العالم هو هذا السعيد الفطن إلى خير ما سمع ، و الحافظ أحسن ما كتب.

ولكن كيف السبيل إلى تمييز خير ما سمه ، و أحسن ما كتب ، وأشرف ما يؤثر ؟ و ما معنى السماع والكتابة والأثر؟ فلئن أردنا إظهار الفارق بين الفكر العربي الكلاسيكي من جهة، والاهتمامات الحالية من جهة أخرى، لظهر ذلك في الشك بقدرات التمييز الموروثة ، وثقتها بسهولة العملية التي تحكم العقل كفصيل عادل قاطع ظاهر يكفي لتأسيس الرأي ووضع منهاج لا يضل من تمسك به عن سواء السبيل . لذلك أرى أن أول باب يولج إلى المغامرة الفكرية الدريدية هي التحقق من هذا التساؤل وتبيان السبل التي تؤدي إليه من وجهة نظري. الأولى تبين كيف تنتهي إلى ما تبناه دريدة من الاستنطاق الأنطولوجي الهايدغري. والثانية تخترق سؤاله عما انتهت إليه التجارب الفلسفية الحديثة في أسمى عبارتها .والثالثة تهتم بما يربط فكر دريدا بتدخلاته في القضايا العصرية من وجهة الفكر التي يحاول إظهارها.

جاك دريدا ‏ (1930 - 2004)، هو فيلسوف وناقد أدب فرنسي ولد في مدينة الأبيار بالجزائر يوم 15 يوليو 1930 - وتوفي في باريس يوم 9 أكتوبر 2004. يعد دريدا أول من استخدم مفهوم التفكيك بمعناه الجديد في الفلسفة، وأول من وظفه فلسفياً بهذا الشكل وهو ما جعله من أهم الفلاسفة في القرن العشرين يُعتبر هدف دريدا الأساس يتمثل في نقد منهج الفلسفة الأوربية التقليدية، من خلال آليات التفكيك الذي قام بتطبيقها إجرائيا من أجل ذلك . بالنسبة لدريدا فإن للتفكيك تأثيرا ايجابيا من أجل الفهم الحقيقي لمكانة الإنسان في العالم فقد أزاحه عن موقعه المركزي بعيدا، كان دريدا بأفكاره الفلسفية مختلفا تمام الاختلاف ومغايرا للسائد الفلسفي لذا كان يتلقى دائما اتهامات في قضايا عدة فأحياناً كان يُتهم بالمبالغة في التحليل وأحياناً كان يُوصف بالظلامية والعبثية وتعمد الغموض، حاول دريدا الإجابة على أسئلة خصومه الذين كان من أشدهم وطأة عليه هابرماس .
جاك دريدا ‏ (1930 - 2004)، هو فيلسوف وناقد أدب فرنسي ولد في مدينة الأبيار بالجزائر يوم 15 يوليو 1930 - وتوفي في باريس يوم 9 أكتوبر 2004. يعد دريدا أول من استخدم مفهوم التفكيك بمعناه الجديد في الفلسفة، وأول من وظفه فلسفياً بهذا الشكل وهو ما جعله من أهم الفلاسفة في القرن العشرين يُعتبر هدف دريدا الأساس يتمثل في نقد منهج الفلسفة الأوربية التقليدية، من خلال آليات التفكيك الذي قام بتطبيقها إجرائيا من أجل ذلك . بالنسبة لدريدا فإن للتفكيك تأثيرا ايجابيا من أجل الفهم الحقيقي لمكانة الإنسان في العالم فقد أزاحه عن موقعه المركزي بعيدا، كان دريدا بأفكاره الفلسفية مختلفا تمام الاختلاف ومغايرا للسائد الفلسفي لذا كان يتلقى دائما اتهامات في قضايا عدة فأحياناً كان يُتهم بالمبالغة في التحليل وأحياناً كان يُوصف بالظلامية والعبثية وتعمد الغموض، حاول دريدا الإجابة على أسئلة خصومه الذين كان من أشدهم وطأة عليه هابرماس .