والكتاب يظهر بوضوح الفرق بين مدرستي ظاهر النص وروح النص، فينما يقعد أهل ظاهر النص عند حدود دلالاته الظاهرة فإن علماء أصول الفقه يحثون على البحث عن مقاصد النصوص وغاياتها، ولأجل ذلك فإنه يطرح المصادر الفقهية العشرة الغائبة في ثقافة المسلمين اليوم، حيث يتم الاكتفاء بالكتاب والسنة ولا يتم الاهتمام بالمصادر العشرة الأخرى من الإجماع والقياس والاستحسان والمصالح المرسلة والعرف وسد الذرائع وشرع من قبلنا والاستصلاح وعمل أهل المدينة والأخذ بأقل ما قيل، وهي وسائل مرنة عملية للوقوف على مقاصد الشريعة، وتشتمل على آليات عملية لتحقيق أهداف الشريعة والإجابة على أسئلة العصر ولو لم تكن هناك نصوص من الكتاب والسنة.
كتاب المعتمد في أصول الفقه تأليف محمد حبش
كتاب المعتمد في أصول الفقه بقلم محمد الحبش.."النص المقدس نور يهدي وليس قيداً يأسر
وأصول الفقه إحياء لرسالة العقل في مواجهة الجمود على ظاهر النص"
مع أن الكتاب جاء نظماً لعلم أكاديمي محسوم وهو علم أصول الفقه، وهو يبدو هنا تكراراً لنصوص قديمة، ولكن المؤلف كان حريصاً على إظهار حقيقة هامة تتجلى في علم أصول الفقه، وهي أن الاجتهاد لم يتوقف يوماً لدى هذه الأمة وهي تخوض تجربتها الحضارية الذهبية، وقد وضع العلماء هذه الضوابط والقواعد لعلم أصول الفقه ليس ليمنعوا الاجتهاد بل ليتوجه الاجتهاد في سبيله الصحيح،