كتاب براهين وجود الله في النفس والعقل والعلم بقلم سامي عامري .. مهّد الدكتور سامي عامري -قبل أن يقدم أجوبته على سؤال "ما هي براهين وجود الله؟"- بمدخل معرفي مهم، بين فيه طبيعة الأسئلة والوجودية ومشروعيتها والحاجة الماسة إلى معالجتها والبحث عن أجوبتها برُشد واتزان لمسيس صلتها بالإيمان وعقيدة الإنسان. ورسم في هذا الباب الإطار العام للسجال الإيماني-الإلحادي؛ بأن وضح أهم المواقف العقدية من قضية وجود الله، ولفت إلى صفات البرهان المقنع، بأن ذكر الأدوات التي يعتمد عليها لصياغة هذا البراهان، و ناقش حجية تلك الأدوات وثقلها الدلالي. ثم تناول الجانب المعرفي للمعتقد الإلحادي بالنقد والاستشكال. ثم شرع الدكتور فيما بقي من فصول الكتاب، يُشيد صرحًا برهانيًا متماسكًا، قوامه مجموعة كبيرة من البراهين والدلائل المتنوعة غاية التنوع والمتعاضدة فيما بينها لإثبات أحق الحقائق في الوجود، حقيقة وجود الله.
وديدن الدكتور في عرضه لهذه البراهين، هو أن يبدأ بطرح صيغة البرهان مُجمَلًا، ثم يتناول المفاهيم المتعلقة بهذا البرهان بالتفصيل، بحيث يحل إشكالاته ويُجلي غوامضه، ثم يعرض الاعتراضات والنقود الموجهة لهذا البرهان ويجيب عليها، ثم يسوق أمثلة حية من أعلام الإلحاد الخانعين لهذا البرهان الراضخين لسطوته.
تنوعت البراهين التي قدمها الدكتور سامي: بين البراهين الحُضُورية الذاتية مثل برهان النزوع الفطري والبرهان الأخلاقي وبرهان الجمال، وهي براهين تجأر من أعماق أعماق الإنسان وتصدح من دفين نفسه وروحه، وتشده شدا إلى الإذعان لسطوة الإيمان بالله في ذاته، و بين البراهين الحصولية الموضوعية مثل برهان الوجود وبرهان المعنى وبرهان الضبط الدقيق والبرهان الكسمولوجي (برهان الخلق)؛ وهي براهين يصرخ بها الكون خارج نفس الإنسان.
وكلا الضربين من البراهين له أثره في هداية النفس العطشى إلى حقيقة هذا الوجود وركيزته الأساسية. وقد أجاد الدكتور في عرضها عرضا موسوعيا مفصلا، يضيق بنا المقام عن محض التلميح إليه.
أما بالنسبة إلي، فقد كان برهان الجمال أبلغ البراهين أثرًا في نفسي وأغشمها سلطانا على روحي. فهل هناك أجمل من حديث الجمال، وهل هناك ما هو أبلغ دلالة على رب الجمال من برهان الجمال؟
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.