كتاب بطرس البستاني أبو القواميس المعاصرة

كتاب بطرس البستاني أبو القواميس المعاصرة

تأليف : أحمد علي سليمان عبد الرحيم

النوعية : الشعر

كتاب بطرس البستاني أبو القواميس المعاصرة  بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. (برز هذا العبقري الجهبذ اللغوي الفذ أبو القواميس المعاصرة والمعاجم الحديثة في القرن التاسع عشر! فمهَّد السبيلَ لمن أتى بعده من اللغوين وأهل المراجع والمعاجم! وتخيلتُ اللغة العربية تبكيه يوم وفاته بحُرقة ولوعة! فكانت ترجمة بكائها قصيدتي هذي! وبقطع النظر عن معتقد الرجل ، أنا أشيد بعلمه في اللغة العربية وبإسهاماته في النهوض بها! وإن كان للبعض مؤاخذات على تراثه اللغوي والشعري! الرجل كاتب وشاعر ومؤرخ ومعجمي وصاحب موروثٍ ثقافي ولغوي بحت! (بطرس البستاني ١٨١٩–١٨٨٣م ، بطرس البستاني أبو القواميس المعاصرة! إنه في مثل هذا اليوم الأول من مايو ، ولد وتوفي بطرس البستاني؟! فمن هو هذا الرجل ، وماذا أضاف القواميس العربية؟ لقد ولد بطرس البستاني في قرية الدِّبِّيَّة أو الدِّبَية من مناطق الشوف في جبل لبنان في 1 مايو عام 1819م ، وكُنيته «البستاني» هي لقب لأسرةٍ مارونيةٍ مشهورةٍ يعود أصلها لمدينة جبلة ، هذا ، وأنجبت العائلة رجالاً عدة يجيدون اللغة العربية ، وقدموا للأدب خدمات جليلة. وفي سنة ١٨٦٩م فرغ من تأليف قاموسه محيط المحيط ، وقد أخذه عن أشهَر متون اللغة ؛ ولا سيما الفيروزآبادي وصحاح الجوهري ، ولكنه يمتاز عنها كلها بما يأتي:- أولاً:- أنه رَتَّبَه على حُرُوف المعجَم باعتبار الحرف الأول من الثلاثي المجرد. ثانياً:- أنه جمع فيه كثيرًا من الألفاظ العامية وفَسَّرَها بالألفاظ الفصحى! ثالثاَ:- أوضح كثيرًا من أُصُول الألفاظ الأعجمية كان أصلها مجهولًا أو مهملًا. رابعاً:- أنه أنه أدخل فيه كثيرًا من المصطلَحات التي حدثتْ في اللغة بحُدُوث العلوم الحديثة المنقولة عن اللغات الأعجمية ، فضلًا عن بسط عبارته وسهولتها. فجاء كتابًا وافيًا بغرض طلاب اللغة العربية ، تفهمه العامة وترضى به الخاصة ، طبعه في مجلدَين كبيرَين ، واستخرج منه مختصرًا سمَّاه قطر المحيط ، أصغر منه حجمًا ، خصَّصه لتلامذة المدارس ، فشاع استعمالُ الكتابين في سائر أنحاء سورية وغيرهما ، فلما تم طبعُهُما رفع نسخةً من محيط المحيط إلى حضرة الشاهانية ، ونسخةً إلى الصدارة العُظمى ، وأُخرى إلى نظارة المعارف بالآستانة ، فوقع عملُهُ هذا موقع الاستحسان ، فأجازتْه الحضرة السلطانية بالجائزة الأولى التي ينالها المؤلفون ، وهي مائتان وخمسون ليرة عثمانية ، وأنعمت عليه بالنيشان المجيدي من الدرجة الثالثة! وكانت وفاته في أول أيار (مايو) سنة ١٨٨٣م فجأة بِعِلَّة في القلب ، فطار خبر مَنعاه في البلاد ، فاهتزت له أنحاء سورية ؛ لأن بفقده فقد الوطن السوري ركنًا من أقوى أركانه في نهضته الأخيرة ، فبكاه الأهل والأصدقاء ، وأبَّنه الخطباء والعلماء ، ورثاه الكتَّاب والشعراء! وأشهر مؤلفاته: دائرة المعارف ، ومحيط المحيط ، وقطر المحيط ، وكشف الحجاب ، ومسك الدفاتر ، ومفتاح المصباح في الصرف والنحو ، وكتب أُخرى ورسائل عديدة للتثقيف والتهذيب!)