كتاب بورقيبة، سيرة شبه محرمة بقلم الصافي سعيد عاش الحبيب بورقيبة القرن العشرين كله بامتلاء وامتياز. لقد ولد في أول إطلالته وكان آخر من يرفع له منديل الوداع.أُطلقت على بورقيبة ألقاب عدة منها "الزعيم" و "المجاهد اﻷكبر" و "الرئيس اﻷبدي" و "صانع اﻷمة". ولكن ما يمكن أن يضاف إلى ألقابه اﻵن هو لقب "وحيد القرن" التونسي. فخلال ذلك
القرن الطويل جداً، عاش بورقيبة حياة طويلة جداً. عاش مناضلاً لا يشق له غبار وزعيماً ألمعياً بلا منازع ورئيساً مدى الحياة فوق كل الشبهات، ثم عاش شيخأً هرماً متكئاً على عصاه وماضيه، و"بطريركاً" متسربلاً في خريف لا ينتهي.الصافي سعيد، الكاتب والصحافي التونسي الذي عاش جوالاً على حواف السير الذاتية واﻷدب والسياسة والتاريخ، يروي لنا في هذا الكتاب تراجيديا ذلك "البطل" الذي بدا وكأنه خرج لتوه من العصر اﻹغريقي، ثم ليعيد تركيب شخصية رجل قيل "إنه يملك أرواحاً كثيرة".من سنوات المطهرة إلى سنوات الحطام، إلى سنوات الصباح فسنوات المنفى والرقص والرصاص والصولجان والفتنة والرذائل، يمكن أن نقرأ سيرة ضبه مضادة، شبه محرمة، شبه كاملة لذلك البطل التراجيدي، هي ثمة جهد طويل وتحقيق ميداني قام به الكاتب على مدى سنوات معتمداً على شهادات حية لرجال كثيرين عاشوا في سرايا بورقيبة فصنعوا قسطاً كبيراً من مجده وجزءاً بسيطاً من تاريخ تونس الحديثة.