كتاب تحولات الصورة بقلم أثير السادة كان أهم تحول في مشوار التصوير الضوئي مرتبطاً بالخروج من لحظة الحلم، بالخروج من ذلك الثقب الضيق الذي كان يمرر الضوء ليعكس صور الاشياء كما كان يعكس نوايا الانسان الاول في اكتشاف الغرفة المظلمة، فقبل أن توجد قواعد ومقاييس التصوير الضوئي التي عرفناها في مطلع القرن التاسع
عشر وجد الانسان المشغول بالضوء وإنعكاسه والحالم بتثبيت صورته على جدران الحياة، يختلف الدارسون في تحديد النقطة الاولى للإرهاصات الاولى لفكرة التصوير الضوئي، لكن ما يعنينا هو اتفاقهم على وجود الفكرة في حيز الحلم في تاريخ الإنسانية السحيق. مابين الحلم والواقع جسر طويل اجتازته فكرة التصوير قبل أن نحظى بأول جهاز للتصوير مع بداية القرن التاسع عشر ذلك الجهاز الذي كنا انتظرنا ولادته في عالم الفيزياء والبصريات فجاءتنا أخباره من مختبر الكيمياء، كيمياء سخية دخلنا معها بداية الى لحظة الأبيض والأسود عبر خليط الأملاح والمستحلبات والمرشحات قبل ان نقف على تخوم اللون في النصف الاول من القرن العشرين.