عابراً الحدود بحثاً عن الملامح الحقيقية لدول وشعوب تجمع بينها الجغرافيا، وتفرّقها الصدامات الدينية والإثنية، وصولاً إلى أوكرانيا، أيام ثورة الميدان، هذا الرحالة يجيب في يومياته هذه عن سؤالنا الآنف حول وظيفة الرحالة الجديد، بقوله: اكتشفت، بعد ثلاثة أسابيع من الترحال، أن السفر لا يُقاس فقط بالمسافات، وإنما أيضاً بالحالات النفسية التي يستشعرها الفرد، والتي تختلف بالإنتقال من مكان لآخر، سواء كان قريباً أو بعيداً. فالسفر الأكبر ليس سفراً في الجغرافيا، بل هو سفر يعيدنا إلى ذواتنا. "نحن نسافر لتغيير الأفكار، لا لتغيير المكان"، هكذا كتب الفيلسوف الفرنسي إيبوليت تاين. في "جنائن الشرق الملتهبة" يخطو الرحالة المعاصر عبر ليوبليانا، غراد، زغرب، سراييفو، سربرنيتسا، بلغراد، كييف وينقل صوراً وانطباعات وملاحظات التقطها بالعين والفكر والحواس معاً، وهو يكتب بلغة زائفة، ويتصف وصفه وملاحظاته بالدقة والذكاء، وتحمل لغته ملامح من ميول الرحالة القدماء، لكنها أبداً تظل أمينة لانفعالات اللحظة، وتحاول أن تعيد صياغة الأسئلة بوحي من التوق إلى استكشاف عوالم البشر في أمكنتهم، وتتبع الأحوال والمصائر الإنسانية من خلال جوانب ظليلة وبعيدة عن المسلم به من الأخبار، بما يضيف إلى معارفنا وإلى الجمال الأدبي. وقد حازت هذه اليوميات على جائزة إبن بطوطة لأدب الرحلة المعاصرة في دورتها الحادية عشرة عن جدارة واستحقاق.
كتاب جنائن الشرق الملتهبة - سعيد خطيبي
ما الذي بقي للسندباد الجديد أو إبن فضلان عصرنا ليكتشفه في كوكب الأرض؟ الخطيبي الذي تجول في البلقان وصولاً إلى أرض الصقالبة المسمون اليوم بالسلاف؛ من بحيرات سلوفينا إلى سهول كرواتيا، ومن أزقة البوسنة والهرسك العتيقة إلى ساحات صربيا،
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.