كتاب جوهرة المراصد بقلم قاسم حداد .. كتب قاسم حداد ذات مرة أنه على الضد من "الامتثال للقارئ" في ما ينشره من مقالاتٍ في الجرائد أو المجلات التي تدعوه للمشاركة ب "وقت للكتابة"؛ الامتثال الذي يحضر تحت عنوان غامض ومحيّر ومطّاط: "ما يهمّ القارئ العربي". يجد نفسَه خارج هذا القيد وممتنعا عن المسايرة المطلوبة: "لا أذهب إلى الكتابة بشروط الصحافة، بل أكتبُ للصحيفة بالشرط الأدبي. وخصوصًا بشرطيَ التعبيريّ الخاص في كل مرة. بمعنى أنني لا أتخلّى عن طبيعتي الأدبية من أجل أن أصوغ مقالةً صحافية". غير أن واحدًا من الأجناس الصحفية يشذّ عن هذه الترسيمة، ويذهب إليه حداد بحبٍّ مستفيض وينجزه ببراعةٍ آسرة. قصدتُ "البورتريه الصحفي". ذلك أن هذا اللون من الكتابة الصحفية يلتقي ويلبّي "الشرط الأدبي؛ التعبيري" الذي التزم به حداد على مدار عقودٍ وهو يكتب غائصًا أو محلّقا في "وقت للكتابة".