بعد إشارة إلى الوضع بين المغرب والجزائر، يبدأ القسم الثالث من "خواطر العروي"، بفترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ويعلق يوم الجمعة في 16 يونيو:
"الجيش الإسرائيلي على مشارف بيروت والإيراني على أبواب البصرة. عاد الشرق إلى وضع القرن السابع الهجري. هل يقول الرافضون: هذا جزاء الظالم؟ ماذا لو انتهت الأحداث -نتيجة تحالف ضمني- باحتلال العراق وسوريا، بسقوط بغداد ودمشق؟
دول هزيلة، منهوكة، عاجزة، تستجدي أميركا للتدخل، بأي وجه كان... ومع ذلك تتشدق بالأصالة!".
اليوم نحن في 2004، احتلت بغداد والأسئلة تدور حول دمشق؟ عندما نقرأ هذه الخواطر بجاذبيتها، لا ندرك فقط بعد البصيرة لدى كاتب كالعروي، بل نعيش أيضاً الأزمة التي تضم أزمات وأزمات، كأن الأمور تتكرر وتتكرر، وتبقى أسئلة العروي التي يختم بها الكثير من محطات هذا الكتاب، تلوح أمامنا وتحثنا على التفكير والتبصر.
فلسطين، العراق، المغرب، الصحراء، الجزائر، أميركا، العرب، المأزق، الإسلام... كل ذلك وغيره محط هذه الخواطر.
يختم العروي: "أسدل الستار، طويت الصفحة ورفع الأمر إلى القاضي الأعلى... وإلى المؤرخين. يحصون ما أنجز... وما لم ينجز".