كتاب سأرى بعينيك يا حبيبي بقلم رشاد أبو شاور ....أخذ يفرك يديه وهو يتمشّى على الرصيد، منقّلاً نظراته بين شرفة غرفتها وباب السكن، رآهما معاً، هي ونجمة، وهما تتوقّفان لدى الباب، وتحرّكان رأسيهما حواليهما، وأمامهما، خشية ظهور صخر، أو أحد جماعته من جديد...اندفع صوبهما فاتحاً ذراعيه: "يا الله ما أحلى هذا الصباح الذي انتظرته في ليلى
الطويل!" مدّت يدها فاحتواها براحته، لم يهزّ يدها، ولكنّه احتفظ بها، ولبث ساكناً، مشدوهاً، مائلاً رأسه وهو يتنفّس من أنفه، وقد أطبق فمه، وفي عينيه دموع يحبسها، وهو ما جعل وجهه المدوّر يبدو كما لو أنّه وجه طفل افتقد أمّه طويلاً، وحار وهو يلتقيها أيبكي أم يفرح!...ابتسمت له: "سلمّ على نجمة!... آه... أعذريني... يا نجمة... نجمة وهي تبتسم: من شاف أحبابه نسي أصحابه... وهي تمسك بيد وطفاء، سلّمتها ليونس: ها هي الأمانة: أنا انتهت مهمّتي... وهو يتسلّم راحة وطفاء، ويمضي لعبور الشارع: أنت لا يستغنى عنك، فأنت الملاك الحارس لوطفاء... سأل وطفاء بلهفة: أترين جيّداً يا حبيبتي؟!... سأرى بعينيك يا حبيبي... سأرى بعينيك إن لم أرّ بعينيّ"...تدور الرواية حول حياة الأخوين أبي حسن الطيّب وأبي صخر السلطوي، حول نجمة الأنثى المطيعة الطامحة إلى العلم، وزوجها صخر، الذكر السلفي المعنِّف، حول سامي، المهاجر الذي يعاني الغربة في ألمانيا.رواية تتناول ثنائيّات الدين والتنوير، والحداثة والبداوة، والذكورة والأنوثة، والعلم والجهل، والغربة والإنتماء..."رشاد أبو شاور" كاتب فلسطينيّ، من أعماله: "أيّام الحبّ والموت"، "العشّاق"، "شبابيك زينب"، "الموت غناء"...