كتاب قراءة في التجربة المحمدية بقلم أحمد دلول .. يختص هذا الكتاب في بابه الأول، بالبحث في ظاهرة الوحي بجانبها الميتافيزيقي، كمحاولة للتعريف بماهية وآلية حدوث تلك الظاهرة الفريدة، كحقيقة روحانية باطنية، أو كمعايشة ذاتية مُمكنة الحدوث لدى الصفوة من البشر، لا كظاهرة موضوعية، تبعا لما نُسج حولها من خرافات وأساطير؛ حيث يتم البحث في مُقدمات الوحي وأحواله وتداعياته ومقامات تلقيه، كما يتم تناول العلاقة بين الوحي والخيال العرفاني. علاوة على الخوض في مفهوم الوحي فلسفيا. في الباب الثاني يتم تناول مفهوم "نسبية الوحي"، ونسبية ما انبثق عنه من مفاهيم مُقدَّسة، عبر البحث في مفهومَيّ النسبية والإطلاق، وعبر تناول مفهوم الوحي، ما بين التجريد واللغة والاصطلاح. كما يتم البحث في مستويات تجلي خامة الوحي، وآلية تحويلها ومسارات تأويلها، منذ ورودها كإشارات إلهية مُطلقة ومُجرَّدة من القوام الحسّي، إلى أن تتلقاها المنظومة البشرية للنبي وتكسيها بثوب الصفات؛ حيث يقوم الدماغ البشري بتحويل المعاني الإلهية المُجرَّدة، إلى كلمات ورموز وصُوَر. مرورا بمرتبة تحصيل المعاني، حيث يتمّ تأويل ما وَرَدَ على الباطن، من انطباعات بصرية وسمعية، إلى مفاهيم وتصورات وتشريعات. وأخيرا، مرتبة الكلمة المنطوقة المنظومة لما تمَّ تأويله من معانٍ، أو لِما تمَّ تلقيه من نصوص؛ كخطاب قرآني. وذلك ما يعزز نظرية نسبية الوحي، لكون تلك النصوص المُقدَّسة، كانت موسومة لا بُدّ، ببصمات بشرية أرضية، حتى ولو اكتَسَت بمِدَاد إلهي سماوي. في الباب الثالث يتم الخوض في مقامات التجربة المُحمَّدية، وفي مراتب آيات القرآن التي انبثقت عنها وكانت بمثابة الانعكاس لها؛ كرسالة مُقيدة بأزمنة وأمكنة وجماعات مُحدَّدة، أو كرسالة مُتعدية إلى جميع الأمم، في كل زمان ومكان. ومن ثمَّ، يتم تناوُل بعض الأطروحات، التي نأمل أن تصلح كمدخل لاعتقاد آمن بمفاهيم الوحي .