كتاب كارما النية: من أرض السبب إلى سماء النتيجة بقلم نايف الجهني في كتابه «كارما النيَّة» يستدعي الكاتب الدكتور نايف الجهني فكرة الكارما وعلاقتها بالنيَّة، ويعني بها "خلفية كل فعل وقاعدته ونبعه" ويأتي ذلك في محاولة من الكاتب لانتشال الفهم القديم للكارما من جحيم الذاكرة إلى الواقع، كمن يسابق الفكرة إلى تجسُّدها، إيماناً منه بأن ثمة فهم ناقص للكارما جعل الكثيرين يبتعدون قليلاً عن الحديث عنها خوفاً يحيطه إيمانهم بها وعشقاً لفهم أعمق أعماقها. في ضوء هذا الهم المعرفي يفتح الكاتب الجهني نافذة جديدة في كتابه «كارما
النيَّة» ليعبّر عن فهم جديد لبعد جديد من أبعاد الكارما أو ربما اكتشاف لم يتعرض له أحد من دارسي الكارما أو المختصين بها، ويخوض في العلاقة بين النتيجة الكارمية والسبب المتعلق بالنية المتكونة في أعماق الإنسان أو الأشياء؛ فالنيَّة كما يعبِّر عنها الكاتب هي اتجاه الفعل الداخلي أو طبيعته أو آليته، تعدّ قاعدة ومنبعاً لأي فعل إنساني سواءً كان إيجابياً أم سلبياً، وتُشكّل جزءاً مهماً وكبيراً من هيكل أي فعل أو حركة أو معنى، فهي بتجرّدها من أي أصوات أو مؤثرات، فلكونها تمثّل الوعي النقي الكامن فينا، أو الوعي غير المعدّل الذي يحكم مسيرة أي سلوك، ولهذا فكارما النيَّة تعالج وتراقب حركته من البداية حتى النهاية، من أول خطوة يضع فيها السلوك بذرته في تربة الوجود والوعي وحتى ظهور الثمار وجَنيها.هكذا أطلق الكاتب الدكتور نايف الجهني قوافل كلماته في هذا الكتاب لتصوغ ما يُمكن أن يعبّر عنها، أو يرسم شكلاً لها في الوعي الظاهر؛ ولتكون إضافة لما تم طرحه في كتابه الأول، «الكارما في الإسلام» وكتابه الثاني «كارمالوجيا» وصولاً إلى «كارما النيَّة» ليتمكن الباحثين عن الحقيقة والمتأملين من الوصول إلى ما يمكن أن يساعد على فهم طبيعة الحياة وقوانينها وأسرارها انطلاقاً من فهم مكونات وأسرار النفس البشرية.