كتاب كليلة ودمنة عبد الله بن المقفع .. مجموعة حكايات من الأساطير على لسان الحيوانات والطيور.
كأني ببعض من يطِلعون على هذه الطبعة لكتاب «كليلة ودمنة»، أو يسمعون بها، يقولون: ما لهذا الكتاب يُعنى به، ويُ ُ بذل في تصحيحه وتوضحيه ومقابلة نسخه وبيان تاريخه هذا الجهد العظيم، وتُنفق على نشره هذه الأموال الكثرية، وهو كتاب تكرر طبعه في الشرق والغرب، وتوالت طبعاته في مصر منذ عهد محمد علي باشا إلى اليوم، واتخذته ًم َّ ا إلا َّ اطلع عليه وقرأه كله أو وزارة املعارف كتابًا مدرسيٍّ ِ ا، فلا تجد في مصر عالًم ُ ا ولا متعلِّ ٌ بعضه؟ وإني أعجل الجواب لهؤلاء فأقول: قليل من الكتب نال من إقبال الناس وعنايتهم ِّ ما نال هذا الكتاب؛ فقد تنافست الأمم في اد ُ خاره منذ كِتب، وحرصت كل أمة أن تنقله إلى ٍّ م هذا الكتاب إليها، وبحق ُعنيت الأمم ِرج َّ لغتها؛ فليس في لغات العالم ذات الآداب لغة إلا تُ ِ بهذا الكتاب العجيب الذي يحوي من الحكم والآداب وضروب السياسة وأفانني القَصص ِ ما يملأ القارئ عبرة وإعجابً ً ا وسرورا.