هل هي قصة ... هل هي سيرة مرحلة من العمر ... هل أن الله قد أوجدها في هذا الوطن كعبرة للتضحية و المواجهة بالابتسام ..... هل نصيبها ان تكمل رسالة العطاء التي بدأتها في لبنان مع شباب و عائلات عربية ، اجبرهم الظلم
و الحاجة في بلادهم الي الدخول في متاهات اللجوء و مخيماتها . فتفاصيل هذه القصة و مصدرها ليس من صنع الخيال ، و أجزاؤها ليست من نسج الأفكار ، بل هي من صميم الواقع ، و من القدر الذي يسير حياتنا دون ان نستطيع التحكم به ..... طفلة تغني لأطفال استشهدوا في مجزرة من مجازر الحرب ، و في اليوم التالي أصبحت ضحية مثلهم ... ، هل تعاني بلا ذنب .. تستقر الرصاصة في الرأس لكنها لا تؤثر علي القلب النابض بحب الوطن العزيز . فتلتصق بالأم التي تطير بها بين الأقطار علي أجنحة الأمومة و التضحية .... و تستقرالرصاصة بالدماغ . فتتناثر العائلة و تستقر ... لاجئة . صونيا بوماد لم تتكلف و هي تسرد ما حدث ، و ما مرت به ، بموضعية تفاجئك بصدقها ، و شفافية تلمح فيها سهولة التعبير و انسياب الكلمات و ترابط الأحداث ... تنتقل من مشهد تعيشه إلي مشهد آخر ما زال عالقاً في ذاكرتها ، تترك لك مهمة المقارنة و الاستنتلاج . تقرأ مفاصل الرواية فتعيش مع صاحبتها و كأنك ترفقها في خطواتها و انفعالاتها و في رفضها و قبولها ... انه الإصرار علي الاتكال علي الخالق و علي الصبر و الجهد و المثابرة . هي التي أوجد الله أمامها أناسا يقدرون الإنسانية في وقت استهتر مسؤولين الوطن بوطنهم و بإنسانه . هي التي جعلت من نفسها سفيرة للمحبة و السلام في وقت كانت نفسها تثور علي نفسها و تتحدي فتنتصر . سونيا بوماد : نشرت ماساتها بفن الحب و المحبة و المثابرة و الايمان ...