كتاب مفهوم التاريخ

كتاب مفهوم التاريخ

تأليف : عبد الله العروي

النوعية : الترجمة ومعاجم

حفظ تقييم
يكتشف القارئ لابن خلدون كمؤرخ أنه ابن خلدون لا يقف في صنعته عند حدود التأريخ ولكن يتعدى مهنة المؤرخ ليضحي اسمه جامعاً تختفي شخصيات عدة. يمثل ابن خلدون راوياً مثل غيره من الرواة عندما يتكلم على أصول العرب والبربر والترك،

ومشاهداً صحفياً عندما يتكلم على نفسه وعلى سلاطين بني مرين، ومؤرخاً يزاحم في الإتقان والنباهة والاطلاع المسعودي أو البيروني، ومنظراً لقواعد الكتابة التاريخية، مبدعاً لعلم العمران في مستوى فلاسفة عهد التنوير، كاشفاً عن الحقيقة التاريخية كميزة بشرية... الخ في كل مرة يوضع في سياق خاص، بجانب المسعودي أو فولتير أو هيوم أو بودان.

تتعدد الرسائل حول ابن خلدون وتتعارض لأنه لم يعد يوجد، بالنسبة لقراء اليوم، فرد يسمى ابن خلدون، بأي شخصية من الشخصيات الخلدونية يقتدي المؤرخ المبتدئ؟ ضمن هذه المقاربة تجري خطوات البحث في هذا الكتاب حيث يتمحور الموضوع حول المؤرخ لا التاريخ. التاريخ كصناعة لا التاريخ كمجموعة حوادث الماضي، وهدف الباحث هو وصف ما يجري في ذهن رجل يتكلم عن وقائع ماضية، من منظور خاص به، تحدده حرفته داخل مجتمعه، وسينتهي الباحث، ومن خلال جولته البحتية، وبالضرورة والاستصحاب إلى مسائل متفرعة، إلى الوسائل والأهداف، إلى الأساليب والأشكال، مع حرصه على البقاء وفياً للمقولة الرئيسية وهي أن الشيء الملموس الوحيد، الذي لا يمكن أن يجادل فيه أحد، هو وجود مهنة المؤرخ. كان محور البحث في الجزء الأول حول ألفاظ مذاهب المؤرخين وجاء النقاش في الجزء الثاني حول المفاهيم والأصول.

يكتشف القارئ لابن خلدون كمؤرخ أنه ابن خلدون لا يقف في صنعته عند حدود التأريخ ولكن يتعدى مهنة المؤرخ ليضحي اسمه جامعاً تختفي شخصيات عدة. يمثل ابن خلدون راوياً مثل غيره من الرواة عندما يتكلم على أصول العرب والبربر والترك،

ومشاهداً صحفياً عندما يتكلم على نفسه وعلى سلاطين بني مرين، ومؤرخاً يزاحم في الإتقان والنباهة والاطلاع المسعودي أو البيروني، ومنظراً لقواعد الكتابة التاريخية، مبدعاً لعلم العمران في مستوى فلاسفة عهد التنوير، كاشفاً عن الحقيقة التاريخية كميزة بشرية... الخ في كل مرة يوضع في سياق خاص، بجانب المسعودي أو فولتير أو هيوم أو بودان.

تتعدد الرسائل حول ابن خلدون وتتعارض لأنه لم يعد يوجد، بالنسبة لقراء اليوم، فرد يسمى ابن خلدون، بأي شخصية من الشخصيات الخلدونية يقتدي المؤرخ المبتدئ؟ ضمن هذه المقاربة تجري خطوات البحث في هذا الكتاب حيث يتمحور الموضوع حول المؤرخ لا التاريخ. التاريخ كصناعة لا التاريخ كمجموعة حوادث الماضي، وهدف الباحث هو وصف ما يجري في ذهن رجل يتكلم عن وقائع ماضية، من منظور خاص به، تحدده حرفته داخل مجتمعه، وسينتهي الباحث، ومن خلال جولته البحتية، وبالضرورة والاستصحاب إلى مسائل متفرعة، إلى الوسائل والأهداف، إلى الأساليب والأشكال، مع حرصه على البقاء وفياً للمقولة الرئيسية وهي أن الشيء الملموس الوحيد، الذي لا يمكن أن يجادل فيه أحد، هو وجود مهنة المؤرخ. كان محور البحث في الجزء الأول حول ألفاظ مذاهب المؤرخين وجاء النقاش في الجزء الثاني حول المفاهيم والأصول.

الدكتور عبد الله العروي (م 1933م)، مفكر وروائي مغربي، من أنصار القطيعة المعرفية مع التراث "العربي/الإسلامي"، وضرورة تبني قيم الحداثة "الغربية" باعتبارها قيم إنسانية، يدافع عن التوجه التاريخي باعتباره معبرا عن "وحدة" و"تقدم" الإنسانية، وعن الماركسية في صورتها الفلسفية الحداثية. ولد الدكتور عبد الله العروي بمدينة أزمور. تابع تعليمه بالرباط ثم بجامعة السوربون وبمعهد الدراسات السياسية بباريس. حصل على شهادة العلوم السياسية سنة 1956 وعلى شهادة الدراسات العليا في التاريخ سنة 1958 ثم على شهادة التبريز في الإسلاميات عام 1963. وفي سنة 1976 قدم أطروحة بعنوان "الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية: 1830-1912" وذلك لنيل دكتوراه الدولة من السوربون. يشتغل حاليا أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
الدكتور عبد الله العروي (م 1933م)، مفكر وروائي مغربي، من أنصار القطيعة المعرفية مع التراث "العربي/الإسلامي"، وضرورة تبني قيم الحداثة "الغربية" باعتبارها قيم إنسانية، يدافع عن التوجه التاريخي باعتباره معبرا عن "وحدة" و"تقدم" الإنسانية، وعن الماركسية في صورتها الفلسفية الحداثية. ولد الدكتور عبد الله العروي بمدينة أزمور. تابع تعليمه بالرباط ثم بجامعة السوربون وبمعهد الدراسات السياسية بباريس. حصل على شهادة العلوم السياسية سنة 1956 وعلى شهادة الدراسات العليا في التاريخ سنة 1958 ثم على شهادة التبريز في الإسلاميات عام 1963. وفي سنة 1976 قدم أطروحة بعنوان "الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية: 1830-1912" وذلك لنيل دكتوراه الدولة من السوربون. يشتغل حاليا أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.