كتاب منهج العلم والفهم الديني العبور من العلم إلى الفهم ومن الفهم إلى العلم

يحيى محمد

الفلسفة والمنطق

كتاب منهج العلم والفهم الديني العبور من العلم إلى الفهم ومن الفهم إلى العلم بقلم يحيى محمد..: عادة ما تصنف العلوم الطبيعية ضمن مجال البحث الابستمولوجي لدقتها وانضباط مفاهيمها، في حين تصنف العلوم النصية، وأحياناً العلوم الإنسانية كالذي يراه دلتاي، ضمن مجال البحث الهرمنوطيقي لخلوها من الدقة والضبط المعرفي مقارنة بالأولى. ويعبّر عن الأولى بالتفسير، وعن الثانية بالتأويل، ولكل منهما دلالته الخاصة بالإيحاء حول المنتج إن كان يتطلع إلى الانغلاق في الكشف الموضوعي كما في الأولى، أم الإنفتاح في الكشف الذاتوي كما في الثانية.

 لكن هذا التصنيف والمقارنة قد ينقلبان عندما نقوم بتطبيق البحث الهرمنوطيقي على العلوم الدقيقة كما يشهد عليه بحثنا الحالي حول علم الفيزياء، وهو من أهم العلوم الطبيعية وأعظمها تطوراً وتكاملاً. ومثل ذلك عند تطبيق البحث الابستمولوجي على العلوم المعتبرة ضمن نظام التصنيف الهرمنوطيقي كقراءة النصوص والفهم الديني مثلاً.

ويعتبر (علم الطريقة) الذي سبق ان نظّرنا له في أكثر من كتاب صلة الوصل بين الابستمولوجيا والهرمنوطيقا، فهو المهماز الذي يسمح لنا بالعبور من العلم (الابستيمي) إلى الفهم (الهرمنوطيقي)، وبالعكس. والبحث الذي بين ايدينا يجسّد هذين العبورين المتعاكسي الإتجاه على التوالي.. 

شارك الكتاب مع اصدقائك