كتاب وطن فوق صفيح ساخن بقلم جورج كدر..أنا لست مؤرخاً، ولا أنهج في كتاباتي ومشاهداتي منهج الأكاديميين، إنما أنا شاهد على حرب عبثية دمّرت مجتمعاً وشرّدت أناساً وكسرت أحلام أجيال كانت تحلم بوطن! شاهد على حرب حولت أحلام الناس إلى كوابيس يومية جراء مشاهداتهم الدمار والخراب والهجرة إلى أبعد من المجهول! تلك الحرب أثّرت في القيم الإيمانية والاجتماعية وحرفتها عن الولاء للوطن، وأحدثت شرخاً عمودياً بين اللبنانيين فاقتتلوا فيما بينهم قتال قبائل مجاهل الغابات،
ومزّقوا كل مواثيق العيش المشترك والإلفة والمحبة والتسامح، وأضاعوا وضيّعوا حقوق المواطنة الشريفة حتى ضجّ الناس من ممارسات المتقاتلين وفضّلوا الغربة في بلاد الله على الإقامة في «وطن فوق صفيح ساخن» يتلظّى بناره أبناؤه الشرفاء، وعلى أمراء تلك الحرب كانت النار برداً وسلاماً وهم في غيّهم يعمهون طمعاً في الوصول إلى السلطة وإلغاء الآخر ولو أدّى ذلك إلى فتح أبواب الجحيم على وطن أثخنته جراح الكيد والحقد والبغضاء!