كتاب يعرفك مايكل أنجلو بقلم زاهي وهبي مهلاً يا حمام قل لي كيف أستدل على الطريق.منذ ألف عام وحروب كثيرة، ضيعت أهلي وبيتي/ نسيت إسم الشجرة في الحديقة، ومايقوله الدوري للشتاء/ لم أعد أذكر الكثير من حكايا جدتي، ولا ضحكات الصبيان في جرس المدرسة/ لكن وجهي ظل يتلألأ في النهر.أنظر. أتراني، هناك، ضاحكاً في عذوبة المياه. لاهياً
في غفلة المكان، خلف رعشة في براري الجسد/ علمني يا حمام، كيف أعود الى أزقة الفرح الصباحيّ، أست مهلاً يا حمام قل لي كيف أستدل على الطريق.منذ ألف عام وحروب كثيرة، ضيعت أهلي وبيتي/ نسيت إسم الشجرة في الحديقة، ومايقوله الدوري للشتاء/ لم أعد أذكر الكثير من حكايا جدتي، ولا ضحكات الصبيان في جرس المدرسة/ لكن وجهي ظل يتلألأ في النهر.أنظر. أتراني، هناك، ضاحكاً في عذوبة المياه. لاهياً في غفلة المكان، خلف رعشة في براري الجسد/ علمني يا حمام، كيف أعود الى أزقة الفرح الصباحيّ، أستعيد رائحة البن في ركوة جارتنا الساخنة/ أسترد أحلاماً طمرتها تحت زيتونة هرمة كجدة من حنان الحفايا/ على مقعد خشبي تركت حرفين متعانقين كهرتين في ليلة باردة زينت دفتري المدرسي بشفتين من عنب الشام./ ردّني ياحمام الى أرقة البلد، الى سيدة تسقي ورود الصباح./ أعدني صبياً يسابق ظله يعتريه بعض من غضب إذا ما عبرت طائرة معادية سماء الجنوب، أو صدته فتاة مشيتها سيوف من لظى./... مهلاً ياحمام، ردّ اليّ وجهي القديم الذي تركته معلقاً عند العتبة، منقوشاً كوشم الريح في الحجر. لم ألتفت مودعاً خشية أن يرجفني الدمع أو يشطرني منديل أمي. فهل نجوت أم خيّل لي/ عدوت أم تسمرت في أرض طفولتي، عند موقدة خجولة في خاصرة اللهب؟/ مهلاً ياحمام أعدّ اليّ الينابيع التي صادقتني، مشت خلفي مثل صغار الحملان/ العصافير التي شاركتني ضحكة التين وكسرة الخبز القليل/ تبعتني حتى آخر الاستعارة، أخبرتني .. أن الزرقة ليست سقف السماء، أن الدمع ليس شرط البكاء...، مهلاً ياحمام .. أعدني عاشقاً يضّفر نجمتين.. يأتي بالأنهار، يأتي بالأسرار يقرأ طالعه في كفين من تراب: الجحيم جليل الصاعدين "الى حتفهم باسمين" الجحيم جبلان سياسيان، الجحيم جبلان سماويان: جليل جنوبي جنوب جليل. الجحيم حجلة في جوف القلب: أول البكاء دمع..آخر البكاء قصيدة. غابة من الأماني والأحلام والأحزان يرسمها الشاعر قصائد، ينثر معانيها فتأتي مترعة بالصور والألحان، وتـنـسـاب شجية عذبة في حنايا النفس. وتتراءى طيفاً حانياً باسماً حيناً وعابساً حزيناً أحايين. في شعر زاهي ظلال ماضي وبقايا أطلال. وفي شعره صرخات ألم وهمسات تحنان. وفي شعره محاولة ملحة للبرهان على أنه ليس للقافية في الشعر عنوان.الناشر:يا زاهي،في دفتر الشمس أخطاؤنا الفاتنة تضيء الطريق لمن يحسن الحلم، وفي كتاب الشعر من الأحلام ما يكفي لإيقاظ العالم.نمسح جراحنا من نافذة مفتوحة على غيمة صادحة في شرفة شاسعة تسع الحب كله والعاشقين جميعاً.غيم طفيف يزين غربتنا في مساء عمان الحزين، وأسمعك تصرخ بشوق إلى ساكننا: افتح نافذتك ترانا. وكان برد غيابه يلسعنا.يجب أن أعترف يا صديقي بأن لقاء عمان قد أعطى للصداقة أبعاداً إنسانية في منتهى العمق والتقدير.اكتب يا زاهي وتحسس أجنحتك عبر المغامرة التي تجعلك عاشقاً أبدياً، وأجعل ثقتك في الريح حتى يشع البنفسج فرحاً.الشهر ليس أقل من هذا درساً للعالم.مرسيل خليفة