رواية رم

تأليف : هاله تسكام

النوعية : روايات

رواية رم تأليف هاله تسكام .. الآن وللنهاية، لا أحب أن تُقرأَ أعمالي مجاملة أو بهدف إسعادي وإن كان هذا الهدف عطاءَ محبٍّ أشكره عليه لو تعلق الأمر بشيء غير العلم والأدب. لذلك أود أن أبين المحتوى العام لروايتي مقدمًا ليكون من يفكر باقتنائها على بينة من أمره فتصير في ذهنة فكرة أولية عما سيجد فيها قبل أن يقرر شراءها وإنفاق وقت في قراءتها ربما يحسن به أن ينفقه في شيء آخر أكثر فائدة أو متعة بالنسبة له.

شاع عن الرواية عند بعض الأصدقاء أنها رواية تشرينية بالكامل، والحقيقة أن الجانب التشريني يحتل الثلث الأخير منها فحسب. يصعب عليَّ تصنيف الرواية تصنيفًا دقيقًا لأنها متشعبة متنوعة الأحداث والشخصيات، لكن يمكنني القول أن الصبغة العامة لها اجتماعية، هي رواية مستوحاة من الواقع الذي نعيشه اليوم، تصف جانبًا من المجتمع العراقي وتهتم بمجموعة من الظواهر والأفكار المجتمعية، وبذلك تعرض جزءًا من هوية الشعب وثقافته. هناك مسحة غموض تكتنف الرواية حتى منتصفها تقريبًا، حيث تتوضح الألغاز جميعها بعد ذلك ويصبح كل شيء جليًا. الرواية -كما تشير النبذة على ظهر الغلاف- تبجِّل الفضيلة والمبادئ السامية مع الحرص على عدم فرض وجهة نظر على القارئ، حرصت قدر المستطاع على عرض وجهات النظر بحيادية متيحة للقارئ أن يكون في الصف الذي يريد. أحداث الرواية ليست حقيقية، هي مستوحاة من الواقع كما أسلفت، إلا أن الجزء التشريني منها معظمه حقيقي، فقد أخذت وقائعة من المتظاهرين أنفسهم وممن أثق بهم من المدونين. في الجزء التشريني بالذات، حرصت على عرض التوجهات المختلفة للمتظاهرين والشارع العراقي كما هي، فكتبت ما لتشرين وما عليها جاعلة وجهة نظري الخاصة واحدة من وجهات النظر لا أكثر ولا أقل، أي إنني -أنا الرواية- جعلت من نفسي ناقلًا أمينًا للأحداث والآراء لا غير، كما ونقلت مجموعة من قصص المنتفضين الذين تعاونوا معي برحابة صدر عندما سألتهم أن يقصوا عليَّ ما جرى عليهم في التظاهرة أو ما جرى على رفاقهم من المواقف التي أثرت في نفوسهم، والتمست منهم الصدق التام وهذا الذي أتوقعه منهم من دون أن أطلبه فكان لي ما أردت. بدوري أنا كتبت ما نقلوه لي بالفصحى كما هو، أجريت تعديلات طفيفة فحسب لتتناسب قصصهم مع طبيعة عملي الروائي. الجزء التشريني بسيط، يتناول فكرة الثورة على الظلم والظالمين بجوهرها من دون الخوض في التفاصيل، هو -مثل سائر أجزاء الرواية- يهتم بالمبادئ الأساسية، لم أشر فيه إلى حدث ولا شخصية باسمها، فلم أذكر شهيدًا باسمه ولا شخصية سياسية باسمها، تجنبت الإشارة والتحديد تمامًا وتحدثت عن التظاهرة على أنها جسد واحد وروح واحدة. أرجو حقًا أن تليق الرواية بمستوى المبادئ والأحداث التي تناولتها وأن أكون أنا عند حسن ظن من يشرفني بقراءتها..

شارك الكتاب مع اصدقائك