رواية أيام هستيرية بقلم ناصر عراق عندما اقتربتْ مني لتصافحني قبل بدء الندوة، تفحَّصتُها كثيرًا، فاضطربتْ وغضتْ بصرها حياءً؛ فتأكد لي حجم الفرق الكبير بين صورها التي تنثرها في الفيسبوك ليل نهار، وبين الأصل الذي يُلقي عليَّ، أو يتلقى مني، التحية... لقد بدت جميلة، متألقة، متأنقة، مشرقة على شاشة الموبايل في الفيسبوك.. تتخذ أوضاعًا تُغري
العريس المتعجِّل، بينما تلوح لي هنا في أروقة المعرض فتاة عادية بلا ألق، محرومة من التوهج، غارقة في بحر الماكياج الفج».«نبيل» كاتب شهير، مُطلِّق، وعلى مشارف الستين، تتعرض شقته لحريق وهو بمفرده في المنزل، يدفعه الخوف من الوحدة للزواج من «نسمة»؛ وهي أربعينية، عذراء، أنانية، مدمنة للحبوب المهدِّئة.يأخذنا الكاتب الروائي ناصر عراق في رحلة بعيون بطلَيْه، مثيرًا الكثير من الأسئلة في خيال القارئ، فكيف يمكن أن يتقاطع عالمان مختلفان في علاقة بدأت بعرض زواج عبر الفيسبوك دون أن يرى كلٌّ منهما الآخر وجهًا لوجه؟