رواية الإمام الغجري

تأليف : عماد البليك

النوعية : روايات

الرواية تعالج قصة تخيلية لواحد من أئمة البلاد يجمع بين العمل السياسي والزعامة الدينية، وقد اختفى عن الحياة الاجتماعية والعامة عندما بلغ سن الـ 32 من عمره، في حادثة شكلت لغزًا لنصف قرن من الزمان،

  إلى أن كشف عنها صحفي في ملف مثير للجدل، وانتهت قصة الصحفي بمقتله، حيث أصبح هذا الملف مصدرًا للصراع بين العديد من الجهات في البلاد. تكشف الرواية عن فكرة المخلص الذي ينتظره الكثيرون في حين أنه اختار حياة أخرى تخصه بعيدًا عن كل التوقعات، وتشير إلى التشظي الذي يكمن في الذات الإنسانية بشكل عام بغض النظر عن موقع الشخص ونفوذه. وتتجلى من خلال ملف الصحفي القتيل حقائق خطيرة تتعلق بنسب الإمام وعائلته وسلوك “سفيان النصري” ومعتقده ونشاطه السياسي والتجاري وحتى حياته الخاصة غير تلك الظاهرة للناس، كما يظهر شخصية متنازعة الأهواء والأفكار بما في ذلك الطابع البوذي في فكره، بلمحة سودانية صوفية. يطرح العمل العديد من الأسئلة الصعبة المتعلقة بالواقع السياسي والاجتماعي في السودان، كما يشكك في أصالة اللوحة التاريخية التي رسمها البعض لأنفسهم وعائلاتهم ويخلخل المسامير التي دقت لتثبيتها بعقول البسطاء، كما أن للحقيقة وجهين. في حياة الإمام الثانية تتكشف حقائق مثيرة وغاية في التعقيد ما بين الواقع والخيال، حيث اختار أن يعيش متخفيًا كجندي في جيش التحرير بجنوب البلاد مستندًا على نسب والدته التي تم حجبها عنه في طفولته ونسبته لأم مغايرة من الغجر. تبدأ الرواية بما يشبه المطاردة البوليسية للحصول على ما كتبه الصحفي، وحيث تنتهي حياته بهذا الحادث الغامض المدبر، في الوقت نفسه يتم الكشف عن الحياة الثانية التي عاشها “الإمام النصري” في غيبته إلى موته في حادثة غامضة تشبه الانتحار في طقس قد يبدو متوارثًا للعائلة. الرواية تأخذنا إلى صورة الزعيم المخلص الذي لم يعد وجوده سوى أسطورة، وهي تدعم الأنسنة في واقع بربري متوحش تمتزج فيه الحقائق بالخرافات.. عالم لا يعترف بغير انتصار البطش والقوة، وحيث يصبح التاريخ المروي أكاذيب ممنهجة قابلة للتصديق، ويصير المسكوت عنه مفضوحًا وتتحكم الشعوذة والعوالم الغيبية في وعي السلطة والمجتمعات، ليصبح الحاضر نفسه مجرد فانتازيا ووهم كبير. والبليك صحفي وروائي سوداني، درس هندسة العمارة بجامعة الخرطوم، وتفرغ للعمل بالمجال الصحفي والكتابة، حيث يكتب بموقع “العربية.نت” والعديد من الصحف العربية، ويقيم في مسقط بسلطنة عمان. صدر له 17 مؤلفاً في الأدب والنقد والفكر، ونشر أول روايتين متزامنتين بالقاهرة عام 2004 وهما “دنيا عدي” و”الأنهار العكرة”، وله روايات أخرى أشهرها “دماء في الخرطوم”، “شاورما” و”وحش القلزم”.  

شارك الكتاب مع اصدقائك