رواية المحيط الإنجليزي بقلم فريد رمضان ....كانت الفكرة بعد اصدار ثلاث روايات تتناول هويات مختلفة من الهجرة والاستيطان في البحرين وجذورها القادمة من البصرة وساحل فارس والأحساء والقطيف وعمان. هو البحث في تاريخ وهجرات أخرى، وكانت الفكرة في البحث حول تاريخ السود، وهذا ليس له علاقة عنصرية بتاتا، الألوان لا نختارها بل نرثها
في جيناتنا. وهو هنا إكمالا على تاريخ البحث في فهم الهوية في ظل غياب الديمقراطية وفشل الأنظمة في تحقيق مفهوم المواطنة والعدالة الاجتماعية. وفي ظل تكريس مفهوم الأرض وما عليها..وهكذا انطلقت.. بدأت البحث في زنجبار ثم ممباسا، وتجارة الرق النشطة جدا على هذا الساحل الشرقي من أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية، والامتداد التاريخي للمملكة النورانية الزرادشتية في فارس ووصولها إلى هذا الساحل أيضا. وممارستها البطش في حق الإنسان الأفريقي!على الجانب الآخر، تكشفت لي تجارة أخرى وهجرة قسرية تعيد لي ذاكرة سقوط الأندلس، وهي هنا سقوط المملكة البلوشية وتفككها وتقسيمها وحجم الهجرات التي ترتبت عليها إلى الساحل الغربي، بعد تقسيمها بين باكستان وأفغانستان واخيرا انتزاع الدولة البهلوية الجزء الأخير المتبقي منها وتنازل سلطنة عمان لباكستان بالأثر الأخير للحكم العربي فيها. مما أحدث أكبر هجرة للسكان من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية حيث دول الخليج العربية، وساعد على ذلك التواصل التاريخي العميق للنفوذ السياسي والتجاري العماني على مكران وغوادر سهولة الانتقال والتحول!بين أفريقيا الشرقية ومكران، بسطت شركة الهند الشرقية سيطرتها على البحر والأرض والإنسان والحيوان. وصار كل شيء يدار ويصرف بأوامر إنجليزية تقر في بوشهر والهند حتى أضحى هذا المحيط إنجليزياً.وكان علي أن أبحث في خضم كل هذه الأفكار عن القصة، عن السرد بعيداً عن كل ما سبق!وشكلت لي حادثة حقيقية تتمثل في غرق سفينة عربية وقعت في المحيط الهندي وهي تحمل عبيد، منطلق أول للبناء السردي لتكشف لي عن حجم أحلام التبشير والتنصير بالمسيحية في شبه الجزيرة العربية وارتباطها بشكل عميق مع الرق والعبودية.وشكلت الحروب القبلية وتجارة الرق في مكران مسار زمني آخر عبر اختطاف شاب بلوشي وبيعه في مطرح، تسير الحكايتان بشكل متواز حتى يلتقيان في مسلك واحد يجمع من تبقى من شخصيات العمل الروائي في الفصل الأخير ، بعد تحولات وإقامات وهجرات البعض، وتبدل اديان البعض الآخر من الهند ومكران وغوادر والمنامة ومطرح ومسقط وجدة ومكة وصولا إلى أرض القرنفل؛ زنجبار