رواية كاللولو بقلم حياة الياقوت.."كم كنت ظالمة يوم ظننت بك الظنون، ظالمة لنفسي. أنا المِذنَابة، وسأستغفر لذنبي بأن أجعلك مثلي الأعلى، سأكونك عندما أكبر رغم السهام التي سوف تطالني. هكذا المرأة اللامعة، مهبط للنبال والنصال والحبال، هكذا حال أي امرأة عظيمة تصر أن تنجح أسريا ومهنيا، امرأة تحطم افتراضاتهم، وأسوارهم، وتوقعاتهم المجدبة. امرأة تقول للمجتمع «أنت مخطئ»، لا بد أن تُعاقب! تُعاقب المرأة المجالدة في البداية، ثم تدخل التاريخ رغم أنوفهم! صدقت «لوريل ألريك» حين قالت «النساء المهذبات نادرا ما يصنعن التاريخ». المهذبات المطيعات،
عضوات القطيع الرسمي لا يدخلن التاريخ ولا يصنعنه، قد يزركشن حواشيه بالـ«دانتيل» في أحسن الأحوال. يفعلن ذلك وهن قابعات في «مكان مخصص للنساء». هناك، في المكان الذي يعاد إنتاجه وتديروه على مر الزمن؛ الحرملك، الحَجْر النسوي، الحظيرة الفخمة، حيث ترتع المرأة وتلعب شريطة أن تكون حسناء خرساء. تثرثر النسوة في الحرملك الحربائي الذي يتغير مع كل عصر. يثرثرن ويهذرن، لكنهن صامتات خرساوات عن الإنجاز!
يقول الفرنسيون «Sois belle, et tais-toi»، أي «كوني جميلة واصمتي». وتقول الرائعات الفتّاكات «كوني امرأة واصمدي»! اصمدي على أرض المطالبة بحقك كما صمدت خولة بنت ثعلبة -رضي الله عنها-، واصمدي كما صمدت أم سلمة -رضي الله عنها- في سلك الحكمة والرجاحة. اصمدي، وسيصمتون. جعجعتهم عَرَض انسحابي مؤقت، بعدها سيشفون على يديك.
الآن فقط عرفت لماذا ليس لدي «هلو كِتِي» الجميلة فم!"
(من الرواية، ص. ص. 259-260