رواية مخيم يا وطن بقلم دعد رشراش الناصر.."مخيم يا وطن.. للأديبة الأردنية دعد رشراش الناصر، فازت بالجائزة الثانية في مسابقة الرواية التي أجرتها رابطة الأدب الإسلامي العالمية للأديبات"
كانت تجلس في مكانها المعهود، ثوبها الفلسطيني الأصيل لا يفارق جسدها الهزيل، إنها تتوحد فيه فيشكلان منظومة رائعة من الالتحام الحقيقي والانصهار الفطري، فتتبدى ملامحها حقلاً من سنابل قمح يستقبل الشمس والنور، فيلتمع انتصاباً وإرادة أصيلة بالحياة.
ازداد ظهرها انحناء، وهي تنكب على ضمة الزعتر القابعة أمامها، سمعتها مريم أكثر من مرة تردد أن المصيبة أحنته.. كان قوياً مثل عمود الدار يا مريم، كان يعرف الفرح في البيارات ومواسم الزيتون، ماكان هناك ظهر يحزن ويبعد، كانت مواسمنا أعراساً، فصارت أعراسنا أحزاناً، من يوم النكسة ما رأينا لحظة حلوة.
باقات الزعتر وسلات القش والإبرة، نفس فلسطيني في البيت يرد الذاكرة إلى الأرض، إلى عبق الامتداد الأصيل المتجذر في عمق الوطن، بين فترة وأخرى كان لابد من ممارسة لهذه الطقوس بحسب المتيسر؛ عل الروح تنتشي، تحلق في أفق الذكرى التي لا تغيب...