كان حكاء عظيما يتقن سبك حكاياته ونوادره المختلفة، النابعة من تجاربة أو قراءاته بحيث يستولى على مستمعيه. وكدت أصبح المستمع الوحيد في السنوات الأخيرة من عمره فقد كان على مشارف الستين عندما أنجبني من زوجة ثاني. وخلق بيننا تقدمه في السن- واختفاء امي المبكر العلاقة الحميمة التى تنشأ عادة بين الجد والحفيد. كنا نلعب معا النرد والورق وأشاركه مزة البيرة التى يحبها ويشربها مرة في الشهر ثم كان هو الذي شجعنى على القراءة ومازالت اذكر الليلة التى عاد فيه إلى المنزل حاملا ربطة كبيرة من "روايات الجيب" المستعملة المتنوعة
رواية يوميات الواحات تأليف صنع الله إبراهيم
السجن هو جامعتي ففيه عايشت القهر والموت ورأيت بعض الوجوه النادرة للإنسان، وتعلمت الكثير عن عالمه الداخلي وحيواته المتنوعة ومارست الاستبطان والتامل وقرأت في مجالات متباينة. وفيه أيضا قررت أن أكون كاتبا. أما أبي فهو المدرسة.