في النقد الأدبيّ والنظريّة النقديّة، لم يكن يوم صدوره مجرّد كتاب فقط، بل كان أيضًا حدثًا. ذلك لأنّه كان المفصل الحاسم في أدب النهضة العربيّة منذ مطلع القرن التاسع عشر، بين نهجين أو عهدين اثنين متقاطعين: نهج النيوكلاسيكيّين الطاغي، الذين كانوا يباشرون حاضرهم وحاضر أمّتهم الأدبيّ، شعرًا أو نثرًا، عن طريق الرجوع إلى الماضي، فيجيء إنتاجهم بفعل التقليد الخالص أدبَ شكل بلا مضمون، أو جسدٍ بلا روح، ونهج آخر هو نهج ال
كتاب الغربال تأليف ميخائيل نعيمة
يبلغ الغربال في طبعته هذه، التسعين من عمره. ولكن السنين، على عكس ما تفعله السنون، لم تزده إلّا شبابًا. فهو منذ صدوره الأوّل سنة 1923، ما يزال حتّى اليوم، بين مؤلّفات نعيمه الثلاثة والثلاثين، من أوسعها انتشارًا وأكثرها رواجًا.وتعليل ذلك، على الأرجح، هو أنّ هذا الكتاب