كتاب الاتحاد الأوروبي والدروس المستفادة عربياً بقلم حسن نافعة..يأتي هذا الكتاب في سياق معالجة الأسباب التي تبرّر الحاجة إلى دراسة جديدة عن التجربة الأوروبية في التكامل والاندماج؛ وهي نجاح هذه التجربة بحيث تصبح دراستها مطلوبةً للتعرّف على أسباب هذا النجاح، وقلّة الدراسات المقارنة بين التجربتين العربية والأوروبية، وعدم استيفائها للموضوع، وعدم تمكنها بالتالي من استخلاص الدروس المستفادة.
لقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين تجارب عديدة لتحقيق التكامل والاندماج الاقليمي في مناطق مختلفة من العالم: شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً. غير أن التجربة الأوروبية هي وحدها التي استطاعت أن تفرض نفسها، وأن تحتل موقعاً فريداً ومتميّزاً بين جميع هذه التجارب. ويعود هذا التميّز إلى أسباب كثيرة أهمّها حجم الإنجازات التي حققتها من ناحية، وخصوصية المنهج المستخدم في بناء العملية التكاملية ذاتها من ناحية أخرى.
ولأن تجربتيْ التكامل العربية والأوروبية كانتا قد انطلقتا في وقت متزامن تقريباً فقد توقّع الكثيرون أن تحقّق التجربة العربية – بسبب تفوّق ما تملكه من مقوّمات وعناصر الوحدة – إنجازات أكبر وأسرع مما حققته التجربة الأوروبية. غير أن ما حدث جاء مخالفاً لكل التوقعات.
يحتوي هذا الكتاب على دراسة للتجربة الأوروبية بعيون عربية بهدف التعرّف على الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى تعثّر تجربة التكامل العربي حتى الآن، ووضع اليد على الآليات الكفيلة بإقالة هذه التجربة من عثرتها، وتمكينها من تحقيق انطلاقة جديدة تضمن استمرارها وتطورها في مرحلة يواجه فيها النظام العربي تحدّي البقاء أو الفناء.