كتاب الصحة النفسية بقلم أحمد عبد اللطيف أبو أسعد..أثناء دراستي لمساق الصحة النفسية قبل أكثر من عشرين سنة، وبعد أن جئت لأدرّس مساق الصحة النفسية، وجدت أن محتويات المساق لم تختلف، وعندما بدأت أدرس الصحة النفسية وجدت أنني أدرس مادة جامدة نوعا ما، وتركز في جلها على الاضطرابات النفسية، بينما عندما نعود لتعريف الصحة النفسية الحديث نجد أنها تهتم بالجانب الإيجابي من الصحة النفسية كمفاهيم من مثل: جودة الحياة، والرضا الحياتي، والسعادة، والهناء الشخصي، والتفاؤل، والضبط الذاتي، وتوكيد الذات... ولكن تتجاهل معظم كتب الصحة النفسية هذه المواضيع وتركز على الخوض في الاضطرابات النفسية والتوسع بها كالعصاب والهستيريا، مع العلم أن تشخيص DSM4 قد تجاوز هذه المفاهيم.
وهذا ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع المهم جدا، والذي ليس من السهل التطرق له، فقد كان هدفي من هذا الكتاب هو إخراج الصحة النفسية من طور الاضطرابات النفسية فقط، وجعلها تركز على الجانب الإيجابي الذي يفتقر كثيرا في كتاباتنا، ولا شك أن في ذلك انطلاقة جديدة ويمكن أن تنقل القائمين في التدريس في الصحة النفسية لتغيير محتوى تفكيرهم ومنهجهم وبشكل جذري.
إن هذا الكتاب قد روعي فيه التطرق لجانب نظري وجانب تطبيقي كما راعيت فيه البساطة والتشويق والدقة العلمية بنفس الوقت، فمن ناحية الجانب النظري فهو يتطرق لمعظم علماء النفس الذين تحدثوا عن الصحة النفسية، ومن ناحية عملية فقد قدم العديد من الأمثلة الحياتية التي تهتم بالصحة النفسية كما تطرق للصحة النفسية في الأسرة والمدرسة ولدى المرأة وفي المجتمع، أما من ناحية البساطة فقد ابتعد عن التناقضات والجدل بين علماء النفس، وركز على تقديم معلومة بطريقة مشوقة يمكن استيعابها والبناء عليها في مساقات أخرى واستخدامها أيضا في الحياة، كما روعي به التوثيق في معظم فقراته، ووضع معظم المراجع التي تم العودة لها عند تأليفه.
إن هذا الكتاب يمتاز بأنه يقدم بعضا من الواجبات المقترحة التي يمكن من خلالها الانتقال من طرح قضايا مرتبطة بالصحة النفسية إلى تحويل تلك القضايا لمواضيع حياتية يسهل التعامل معها، ويفضل عند قراءته أو تدريسه تطبيق بعض هذه الواجبات البيتية.
يحتوي هذا الكتاب على ثلاثة عشر فصلا في كل فصل توجد جداول ورسومات وأشكال توضيحية يمكن التعامل من خلالها بسهولة ويسر مع المادة العلمية