كتاب التواضع والكبر بقلم صلاح عامر .. إن خلق التواضع سبيل إلى كل خير للعبد في الدنيا والآخرة ، فالمتواضع يرفعه الله تعالى ، لقول النبي :"من تواضع لله رفعه " ، والتواضع يحمل صاحبه على عدم الفخر ، أو البغي على غيره ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا ، حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ" . واختص الله كرامة الآخرة وجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا ،لقوله تعالى :﴿ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) ﴾[القصص:83]. ولقوله صلى الله عليه وسلم :" مَنْ مَاتَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ: الكِبْرِ، وَالغُلُولِ، وَالدَّيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ ". وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: " يَغْفُلُونَ عَنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَةِ: التَّوَاضُعِ " وَفِي رِوَايَةِ حَفْصٍ: " إِنَّكُمْ لَتَدَعُونَ أَفْضَلَ الْعِبَادَةِ: التَّوَاضُعَ. ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم ، سيد المتواضعين لله ، ومعنا في هذه الرسالة ، بعض من خُلق تواضعه صلى الله عليه وسلم ، جعلنا الله من اتباعه في الدنيا والآخرة . وهذه الرسالة المتواضعة الجهد لبيان قدر فضل خلق التواضع للعبد المسلم في الدنيا والآخرة ، وبيان سمات من تخلق به ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهله ، وذم الكبر وبيان سمات أهله من الشرور والآثام ، أعاذنا الله منه . وأسأل الله أن ينفعني بها وإخواني المسلمين في كل مكان. بقلم الباحث في القرآن والسنة أخوكم في الله /صلاح عامر