كتاب الحياة خارج الأقواس بقلم سعيد السريحي ....تنادَوا ذاتَ ريبةٍ، واستدارَ مجلسُهم حولَك، يَحيكون كلماتِهم وشباكَهم، تعرفُ أنَّهم يعدّون كمينًا لك، فرغوا ممَّا وطّأوا به من حديثٍ عن الحداثةِ ثم مضَوا إلى آخرِ غرزةٍ في الشَّبكة، آخرِ سهمٍ في جعبتِهم:-ما رأيُكَ في أدونيس؟-له ما له، وعليه ما عليه.-نريد رأيًا أكثرَ وضوحًا- أدونيس شاعرٌ ومفكِّرٌ، لا يمكنُ
اختصارُه في حكمٍ أو رأيٍ واحدٍ.-باختصار، أنت تتَّفقُ معه؟- في كثيرٍ ممّا ذهبَ إليه. يتغامزون كمن وجدَ ضالّتَه، كصيّادين أوقعوا فريستَهم في حبائلِهم، تغادرُهم، تبسطُ أوراقَك، بياضَك حينَ يُحدقُ بك سوادُهم، وطنَك كلّما ضاقتْ بك أوطانُهم، خندقَك حين تحيطُ بك ذئابُهم، قلمَك سيفَك وخنجرَك ورمحَك في معركةٍ لا تملكُ فيها سلاحًا سواه، تتساءلُ عمّا إذا كانت هذه حريةَ الفكرِ الجامعيِّ التي تنزَّلتْ من نفسِك منزلةَ البشارةِ حين كنتَ تتهيّأُ للجامعةِ كمن يتهيَّأُ للقاءِ من يحبُّ...