كتاب العصافير بقلم ياسين رفاعية..حين اختار المستشرقون الألمان، وعلى رأسهم باخمن، مجموعة قصص ياسين رفاعية القصيرة هذه "العصافير"، لدراستها ومناقشتها وكشف نواحي الإبداع فيها، كانوا يدركون مسبقاً أهميتا وقيمتها الفعلية على صعيد القصص القصيرة التي تغزو العالم الأدبي وتجرف معها الأشكال الإبداعية الأخرى، وفي مقدمتا الرواية الطويلة. فـ"العصافير" مجموعة قصصية، تجمع إليها عدة لوحات، ترافق الطفولة كما ترافق الشعر. لكنها مهما غربت تبقى قراءة لكاتبها بحجم النشر والعذاب والاضطهاد، لتحكي لنا في إحدى قصصها عن "رجل يحلم" في الطريق لإدخار بضع ليرات يذهب بها إلى زوجته وولده الرضيع،
وعن "ولد" كان نجمة في الليل، عيناه سماء ووجه أرض البشر. فهذا التداخل الشاعري الذي يتركه ياسين رفاعية في لغته، هو تداخل الأشكال التعبيرة بعضها ببعض. هنا تراه يكتب قصيدة حلمية دافئة؛ هناك ينسلّ وراء نثرية مطلقة، هناك يجمع الشعر إلى النثر خالقاً بنهم شديد تداعي الحالات التعبيرية المعقدة.