كتاب بردة عثمان بن عفان بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. بُردة عُثمان بن عَفان! (وهذه هي البردة السادسة من برداتي الشعرية التي قصرتها وحصرتها على ديوان: (خانك الغيث والذي يعتبر الجزء الرابع والعشرون من الديوان الأم: (ديوان السليمانيات)! والبردة ولا شك عمل أدبي عظيم وإنجاز شعري رائع! وتكون أعظم وأروع عندما تكون عن إنسان عظيم ورائع! ومن هنا كانت (بردة عثمان) عن أبي عبد الله ذي النورين وصاحب الهجرتين وحبيب قريش والقرشيين الصحابي الجليل المبشر بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان! لقد كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يحبون عثمان ، ويقدرونه ، ويعلمون له فضله وسبقه ، وينفون عنه قول كل حاقد وفاسق. فقد كان عثمان من المجتهدين في العبادة ، وقد رُوي من غير وجه أنه صلى بالقرآن العظيم في ركعة واحدة عند الحجر الأسود أيام الحج ، وقد كان هذا من دأبه. وكان - رضي الله عنه - يفتتح القرآن ليلة الجمعة ويختمه ليلة الخميس ، وكان يصوم الدهر ويقوم الليل إلا هجعة من أوله. وعن عبد الرحمن بن عثمان القرشي ، "أن رسول الله دخل على ابنته رقية ، وهي تغسل رأس عثمان فقال: يَا بُنَيَّةُ ، أَحْسِنِي إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ أَشْبَهُ أَصْحَابِي بِي خُلُقًا". والسيدة عائشة رضي الله عنها تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله مضطجعًا في بيته كاشفًا عن ساقيه ، فاستأذن أبو بكر فأذن له ، فدخل وهو على تلك الحالة فتحدث ، ثم استأذن عمر ، فأذن له وهو كذلك فتحدث ، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله وسوَّى ثيابه. قالت عائشة: يا رسول الله ، دخل أبو بكر ، فلم تهتش له ولم تباله ، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك؟! فقال رسول الله: أَلاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ؟". وحدثنا يونس حدثنا عمر بن إبراهيم اليشكري قال: سمعت أمي تحدث أن أمها انطلقت إلى البيت حاجة والبيت يومئذ له بابان قالت فلما قضيت طوافي دخلت على عائشة قالت: قلت يا أم المؤمنين إن بعض بنيك بعث يقرئك السلام وإن الناس قد أكثروا في عثمان فما تقولين فيه؟ قالت: لعن الله من لعنه! لا أحسبها إلا قالت ثلاث مرار لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند فخذه إلى عثمان وإني لأمسح العرق عن جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الوحي ينزل عليه ، ولقد زوجه ابنتيه إحداهما على إثر الأخرى ، وإنه ليقول: اكتب عثمان! قالت: ما كان الله لينزل عبداً من نبيه بتلك المنزلة إلا عبداً عليه كريماً.