يتناول الكتاب مضمون الرسالة أو الخطاب الذي نحاول إستخدامه في تطوير مجتمعاتنا ونقلها من الحال التي هي عليها إلى حال أكرم وأطيب، والحقيقة أن هذه المهمة في غاية السمو وفي غاية المشقة في آن واحد. إن تجديد الخطاب الإسلامي، يستهدف على نحو جوهري،
وزيادة كفاءته في إرشاد المسلمين وتحسين أوضاعهم الشخصية والعامة، وهذه مهمة جليلة؛ حيث نأمل من وراء ذلك تخفيف معاناة المسلمين، وأن نجعل عيشهم أهنأ، وصلتهم بالله جل وعلا، أسمى وأوثق. وتتبدى مشقة التجديد على صعيد آخر في إستجابة صانعي ذلك الخطاب للأفكار والطروحات الجديدة؛ حيث إن كان واحد منا يعتقد ان الأسلوب الذي اعتمده في الدعوة، أو اعتمدته جماعته في العمل، ليس شيئاً مرتجلاً جاء عفو الخاطر، مما يجعل تقبلهم المفاهيم والرؤى الجديدة يصطدم بالكثير من الصعوبات والتمنعات. نحن محتاجون للتجديد في طروحاتنا على نحو مستمر، لأننا نعتقد أن إدراكنا في الماضي للخطاب الملائم لم يكن كاملاً، أضف إلى هذا أن التحديات والأزمات التي يواجهها كثير من المسلمين كثيراً ما تكون متجددة، مما يجعل التجديد شيئاً لا بد منه حتى تتم المعالجة على أفضل وجه ممكن.
