كتاب تشيخوف بين روتشيلد والخال فانيا بقلم أشرف الصباغ....كلنا نعرف تشيخوف.. قرأناه بلغته الأصلية، أو بلغات أخرى عبر ترجمات متعددة، منها العربية أيضا. وتفنن المترجمون العرب في طرح أعمال تشيخوف بين الحين والآخر، لدرجة أننا قد نجد أن كل جيل قام بترجمة تشيخوف مرتين أو ثلآث. كل ذلك أمر مهم وصحي، ويعكس مدى
الاهتمام بالكاتب الروسي. في هذا الكتاب، فضلث طرح تشيخوف من زاوية أخرى نسبيا، أي التعامل مع تشيخوف كمفكر ودراماتورج. وليس مصادفة أن أقدم قصته ” كمان روتشيلد” التي عادة لا يقرب إليها المترجمون. لا أدري لماذا؟! هذه القصة التي شغلت الرأي العام الأدبي والسياسي لفترات طويلة على تخوم القرنين التاسع عشر والعشرين. وكُتبت عليها مقالات ودراسات يصل حجمها إلى حجم الأعمال الكاملة لتشيخوف نفسه.تشيخوف الدراماتوج يجد هنا أيضا مساحة جيدة يتركز فيها الضوء عليه باعتباره صاحب تيار جمالي -فلسفي في الكتابة الدرامية. وليس عبثا أن تتشكل في العديد من الدول الأوروبية دوائر "التشيخوفيين" الذين يواصلون التقاليد التشيخوفية في المسرح، ويعملون على تطويرها وطرحها في أعمال مسرحية متنوعة وفقا لتطور الأفكار والأدوات والإمكانيات.